قبل عامٍ تقريباً، انتظر الجميع أن يتجدد الصراع الثنائي بين ريال مدريد وبرشلونة على لقب «الليغا» الإسبانية، لكن فجأة وجد العملاقان نفسيهما يطاردان حصاناً سريعاً خرج عن المسار الذي رسمه القطبان وذهب في الطريق إلى اللقب. هو أتلتيكو مدريد الذي أدهش الكل في الموسم الماضي ليكون أول فريق منذ فالنسيا (2004) يدفع «البرسا» والريال بعيداً من منصة التتويج، حيث لن يدخل أي منهما هذه المرة وهو ينتظر التصفيق الذي يحيط بالبطل عادةً.
لكن إذا عدنا بالذاكرة لأشهرٍ قليلة، نجد أن الأضواء الأقوى في إنجاز الـ«أتليتي» كانت مصوّبة على مدرب الفريق الأرجنتيني دييغو سيميوني، إذ بعدما فعلها الرجل رغم كل الضغوط التي عاناها لاعبوه تبيّن بوضوح أن للمدربين كلمة حاسمة في «الليغا».
«المافيوزو» سيميوني، نقل وقتذاك شخصيته الثورية على أرض الميدان إلى لاعبيه الذين تحوّلوا إلى مقاتلين متعطشين لضرب الخصوم وهزيمتهم. قدرات سيميوني التدريبية هي التي كانت وراء ما تحقق، لا أهداف دييغو كوستا، أو ذكاء كوكي، أو صلابة الأوروغواياني دييغو غودين والبرازيلي ميراندا في خط الدفاع، أو براعة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
الكلّ يعرف أن سيميوني كان «السفاح» الحقيقي المتسلح بعقل المجرم والقاتل المتسلسل الذي خطط طويلاً لإسقاط ضحاياه واحداً تلو الآخر للحصول على مبتغاه. لكن مع خروج نجومٍ كان لهم التأثير الكبير في مستوى الفريق، خرج سيميوني ليقول إن الأهم ليس العناصر، بل ما يمكن تقديمه كفريق. وفي هذا القول ثقة واضحة وإشارة أوضح إلى أن المدرب هو من يصنع الحلول ويظهّرها ليحقق النتائج بغض النظر عن الأسماء الموجودة لديه.
المهم أن سيميوني وكل متابعي «الليغا» يفترض أن يدركوا أن هذا الموسم هو موسم المدربين الذين يحملون أفكار القاتل المتسلسل، وتحديداً عند الحديث عن المنافسين الأساسيين لأتلتيكو في حملة دفاعه عن لقبه، أي ريال مدريد وبرشلونة.
ففي الجهة البيضاء من العاصمة الإسبانية، أصبح معلوماً أن تأثير الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيكون مفصلياً لاستعادة اللقب، فالرجل يملك تشكيلة فيها ما طلبه وما لم يطلبه من الإدارة. لذا فهو أمام مهمة خلق التوازن المناسب وإرساء تركيبة ناجحة لا يمكن أن يكون فيها مكانٌ لتصادم النجوم. ذكي أنشيلوتي، وهو أثبت هذا الأمر في الموسم الماضي عندما حرّر المدريديين من عقدة الكأس الأوروبية العاشرة، بعدما حلموا بها دون جدوى مع سلفه البرتغالي جوزيه مورينيو. وذكاء الإيطالي بدأ يظهر في مسايرته الإدارة التي أرادت ضربة كبيرة في سوق الانتقالات، فجلبت الكولومبي خاميس رودريغيز. أنشيلوتي لم يكترث بهذا الأمر، إذ عرف إيجاد مكانٍ لهداف مونديال 2014 في تشكيلته، لكنه في المقابل دفع الإدارة إلى إبرام صفقة قد تكون صفقة الموسم من دون منازع في أوروبا، وتمثّلت باستقدام الألماني طوني كروس الذي أصبح معلوماً أنه مهندسٌ رائع في ترتيب أوراق المدرب على أرضية الميدان.
منازلة مرتقبة
بين سيميوني وانشيلوتي وإنريكه

أما في المقلب الآخر، أي ناحية برشلونة، فإن الإدارة علمت أن الأرجنتيني جيراردو «تاتا» مارتينو ليس الرجل المناسب للمرحلة، لذا طلبت وراء لاعبها السابق لويس إنريكه الذي يشبه في شخصيته سيميوني في أماكن عدة. لكن الأهم أن من تابع المباراة الأخيرة لبرشلونة أمام كلوب ليون المكسيكي على كأس «جوان غامبر»، يمكنه أن يلمس أن إنريكه بدأ يترك بصماته في طريقة لعب الفريق. هذه الطريقة التي قدّمت عرضاً هجومياً كبيراً على مدار شوطين رغم تبدّل الأسماء الموجودة على أرض الملعب، وخصوصاً عند إشراك عددٍ كبير من الوجوه الشابة. الميزة في أداء برشلونة بحسب ما ظهر عليه هو في التنويع عند الحالة الهجومية، وهذا أمر لم نشهده في الموسم الماضي مع مارتينو، بينما تتنقل الهجمات الآن بين الميمنة والميسرة ولا تركّز على العمق حيث النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على غرار ما كان يحصل عادة، وهذه النقطة ستحرّر من دون شك البرازيلي نيمار، وكذلك الأوروغواياني لويس سواريز عند انتهاء فترة عقوبته بحيث سيحصلان على دورٍ هجومي موازٍ لذاك الذي يشغله ميسي.
بطبيعة الحال، وعلى الورق، يبدو إنريكه أضعف من سيميوني وانشيلوتي اللذين اكتشفا الطريقة المثلى لتخطي العقبات في «الليغا»، لكن لا بدّ من التذكير بأنه في المرة الأخيرة التي عيّن فيها برشلونة أحد لاعبي الوسط السابقين لديه مدرباً، حكم الفريق الكاتالوني العالم.




برنامج الدوري الانكليزي والاسباني

■ انكلترا (المرحلة الثانية)

- السبت:
استون فيلا - نيوكاسل (14.45)
تشلسي - ليستر سيتي (17.00)
كريستال بالاس - وست هام (17.00)
ساوثمبتون - وست بروميتش البيون (17.00)
سوانسي سيتي - بيرنلي (17.00)
إفرتون - ارسنال (19.30)

- الاحد:
هال سيتي - ستوك سيتي (15.30)
توتنهام - كوينز بارك رينجرز (15.30)
سندرلاند -مانشستر يونايتد (18.00)

- الاثنين:
مانشستر سيتي - ليفربول (22.00)

■ اسبانيا (المرحلة الاولى)

- السبت:
ملقة - اتلتيك بلباو (20.00)
اشبيلية - فالنسيا (22.00)
غرناطة - ديبورتيفو لاكورونيا (22.00)
الميريا - اسبانيول (23.00)

- الاحد:
إيبار - ريال سوسييداد (20.00)
برشلونة - إلتشي (22.00)
سلتا فيغو - خيتافي (22.00)

- الاثنين:
ليفانتي - فياريال (00.00)
مدريد - قرطبة (21.00)
رايو فاييكانو - اتلتيكو مدريد
(23.00)