دخلت 20 شاحنة محمّلة بالمساعدات الأراضي الأوكرانية أمس (أ ف ب)
أصرّت روسيا على إرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، حيث وصلت 20 شاحنة روسية محمّلة بالمساعدات أمس، إلى وسط مدينة لوغانسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، بحسب ما أعلن مسؤول محلي.
وقد أثار دخول هذه القافلة للأراضي الأوكرانية ردود أفعال كثيرة، فندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس بدخول «ما يسمى» قافلة مساعدات إنسانية روسية إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا الانتهاك من شأنه «تعميق الأزمة» في المنطقة.

وقال في بيان إن دخول القافلة من دون موافقة أوكرانيا «ومن دون أي مشاركة للجنة الدولية للصليب الأحمر» يشكّل «انتهاكاً صارخاً للالتزامات الدولية لروسيا»، و«انتهاكاً إضافياً للسيادة الأوكرانية من جانب روسيا»، مضيفاً أن «هذا الأمر يؤدي فقط إلى تعميق الأزمة في المنطقة».
وتابع أن «الازدراء بالمبادئ الإنسانية الدولية، يثير قضايا جديدة تتصل بمعرفة ما إذا كان الهدف الفعلي لهذه القافلة هو مساعدة المدنيين أو تقديم معدات إلى الانفصاليين المسلحين».
كذلك، كشف عن أن الحلف لاحظ حشداً للقوات البرية والجوية الروسية يدعو للانزعاج، بالقرب من الحدود الأوكرانية، قائلاً: «رأينا كذلك نقلاً لكميات كبيرة من الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الدبابات وحاملات الجنود المصفحة والمدفعية لجماعات الانفصاليين في شرق أوكرانيا».
وأضاف أن روسيا مستمرة في تصعيد الأزمة في شرق أوكرانيا، وأن ذلك قد يؤدي إلى فرض مزيد من العزلة على موسكو.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، إن واشنطن قلقة للغاية بشأن تحرك قافلة روسية في أوكرانيا، في انتهاك لسلامة أراضيها وإنها تدعو موسكو لسحب معداتها وأفرادها على الفور.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون، الأميرال جون كيربي: «هذا انتهاك لسيادة وسلامة أراضي أوكرانيا من روسيا، يتعين على روسيا سحب شاحناتها وأفرادها من أراضي أوكرانيا على الفور. عدم القيام بذلك سينجم عنه تكاليف إضافية وعزلة».
في هذا الوقت، وصفت كييف الحادث بأنه «انتهاك للقوانين الدولية».
وأوضحت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان أمس، أن روسيا أرسلت رتل الشاحنات إلى الأراضي الأوكرانية أمس «بشكل غير قانوني ودون أخذ الموافقة من الصليب الأحمر الدولي»، مضيفاً أن موسكو «انتهكت كل المعايير والإجراءات والاتفاقات الدولية».
وأشار البيان إلى أن دبلوماسيين أوكرانيين حاولوا إجراء اتصالٍ مع القوات المسلحة الروسية، من أجل منع الاستفزازات بخصوص «قافلة المساعدات الإنسانية»، لكنهم لم ينجحوا بذلك.
على الجانب الآخر، أعلن الكرملين في بيان، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في اتصال هاتفي معها، إنه «لم يكن بالإمكان القبول» بأي تأخير جديد للقافلة الإنسانية الروسية.
ونقل البيان عن بوتين قوله إنه نظراً إلى «مماطلات كييف»، قررت موسكو إرسال الشاحنات إلى الأراضي الأوكرانية «لأنه كان لا يمكن القبول بأي تأخير جديد». وأعرب عن «قلقه الشديد» إزاء «تزايد استخدام القوة» من قبل السلطات الأوكرانية في شرق البلاد.
وتطابقت تصريحات مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة مع كلام بوتين، حيث رأى أنه لم يكن بمقدور روسيا الانتظار أكثر لإرسال مساعداتها الإنسانية إلى من يحتاج إليها في جنوب شرق أوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، أعرب فيتالي تشوركين عن أمله في أن تصل القافلة الإنسانية الروسية إلى المحتاجين إليها بسلامة، مشيراً إلى أن الشاحنات تحت حراسة قوات الدفاع الشعبي المحلية.
ونوّه الدبلوماسي الروسي بإمكان مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة في جنوب شرق أوكرانيا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)