واصل الآلاف من حركة «أنصار الله» (الحوثيين) أمس، احتجاجاتهم المطالبة باسقاط الحكومة، لليوم الثالث على التوالي، بالتزامن مع احتشادهم عند مداخل صنعاء، في ظلّ تأكيدهم مطلبهم إلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وإسقاط الحكومة وتأليف حكومة كفاءات. بالتزامن، خفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من نبرته حيال الحوثيين، حيث سجّل يوم أمس قرار هادي إرسال وفد حكومي إلى صعدة لتسليم زعيم الحركة عبد الملك الحوثي «رسالة» من الرئيس يدعوه فيها إلى «التهدئة والمشاركة في حكومة وحدة وطنية».
وترأس هادي اجتماعاً واسع النطاق، ضمّ قادة الدولة وأعضاء مجالس النواب والشورى والأحزاب وأعضاء الحوار الوطني، إضافة إلى قادة الجيش وفعاليات مدنية. وأكد مستشار الرئيس فارس السقاف أن الاجتماع خلص إلى ما يشبه «مبادرة اللحظة الأخيرة» إزاء الحوثيين، إذ ألّف وفد سيزور عبد الملك الحوثي في معقله في صعدة شمال البلاد، «لينقل له رسالة».
وفي كلمة له خلال الاجتماع، دعا هادي الحوثيين إلى «مراجعة حساباتهم والنظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية، وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج على الإجماع الوطني»، مؤكداً أن الدولة «تحتفظ بحقّ استخدام الوسائل المشروعة كافة للدفاع عن مكتسبات الشعب ومخرجات الحوار الوطني، وحفظ الأمن والسلم الاجتماعي». وأضاف «إننا نمد ايدينا للجميع، ونفتح باب الحوار السياسي دوماً، إيمانا منّا بأن لغة الحوار هي أفضل الخيارات وأسلمها».

الحوثيون:
معتصمون سلمياً حتى إلغاء زيادة الأسعار وإسقاط الحكومة


وبحسب السقاف، فإن مفاد الرسالة التي سينقلها الوفد إلى صعدة هي دعوة الحوثيين إلى «الحوار والتعقل والمشاركة في حكومة وحدة وطنية بموجب قرارات الحوار الوطني»، إلا أنها «تؤكد استحالة التراجع عن الجرعة السعرية (رفع أسعار المحروقات) لأن الدولة ستنهار في هذه الحالة».
كذلك ذكر السقاف أن الرئيس والمشاركين في الاجتماع أكدوا «استحالة القيام بأي خطوة قبل يوم الجمعة، فأي خطوة لتعديل الحكومة مثلاً تتطلب وقتاً أكثر».ورأى السقاف أن الحوثي «يستثمر معاناة الناس»، وأن «الكرة الآن في ملعب الحوثي، والتصعيد أو عدمه مرتبط بكيف سيكون رد الحوثي على المبادرة»، وخلُص إلى القول إن ما وصل إليه الاجتماع «إنذار وإبراء ذمة».
ميدانياً، اقتربت التظاهرات التي جابت شوارع العاصمة من السفارة الأمريكية في صنعاء، إحتجاجاً على موقف الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن التي طالبت الحوثيين باحترام القانون والنظام ردّاً على دعوتها لإسقاط الحكومة. وردّد المتظاهرون أمس هتافات مندّدة بما سمّوها «الوصاية الدولية على اليمن»، معبّرين عن رفضهم لأي تدخلات في الشؤون الداخلية لليمن من قبل الدول الأجنبية.
كذلك أقام المحتجون في منطقة الصباحة عند المدخل الغربي للعاصمة، عشرات الخيام، فيما احتشد الآلاف من أنصار الحوثيين وحلفائهم من القبائل في المناطق اليمنية الشمالية.
وقال المتحدّث باسم المخيم «نحن معتصمون سلمياً حتى إلغاء الجرعة (زيادة الاسعار) وإسقاط الحكومة»، مضيفاً أن البديل هو «تأليف حكومة كفاءات». كذلك أكد أن الحوثيين «ملتزمون التحرك السلمي»، لكن إذا «تعرّض المعتصمون لاعتداء فستقطع يد المعتدي».
وأضاف «ننتظر من الرئيس هادي أن يغلّب العقل، فاسقاط الحكومة مطلب شعبي، ونحن ضدّ الفاسدين في أي جهة كانوا». وفي منطقة حزيز جنوب صنعاء، أقام المحتجون وبينهم مئات المسلّحين سواتر ترابية وخنادق، كما أقاموا نقاط تفتيش. كذلك، أكد شهود عيان أن المحتجين المناصرين للحوثيين أقاموا مخيماً كبيراً في منطقة بيت نعم بين صنعاء والمحويت في الشمال.
(أ ف ب، الأناضول، رويترز)