إسطنبول | فاجأ الرئيس الحالي عبد الله غول الجميع، حين أعلن أول من أمس أن وزير الخارجية الحالي أحمد داوود أوغلو سيكون رئيس الوزراء الجديد. رأت الأوساط السياسية في هذا الموقف مناورةً ذكية منه للتعبير عن رفضه وغضبه من موقف الرئيس المنتخب رجب طيب أردوغان الذي استبعده من اللعبة السياسية.
وتتوقع هذه الأوساط لغول أن ينتظر الوقت المناسب لإحراج الثنائي أردوغان ـ داوود أوغلو والهجوم عليهما، في ما يتعلّق بالسياستين الداخلية والخارجية. كذلك قالت الأوساط المقرّبة من غول إنه لن ينتظر طويلاً لأن المرحلة المقبلة ستحمل معها مضايقات عدة للحكومة الجديدة، سواء على صعيد الواقع الاقتصادي الصعب أو لناحية الدور التركي الحالي والمحتمل في المنطقة. وأشارت الأوساط المذكورة إلى أهمية القرار رقم ٢١٧٠ الصادر عن مجلس الأمن الدولي والخاص بفرض عقوبات على تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» والدول التي تساعدها بنحو مباشر أو غير مباشر. وأشارت الأوساط إلى أن القرار يستهدف تركيا مباشرةً لما قدمّته وتقدّمه من مساعدات وتسهيلات للجماعات التكفيرية التي تقاتل في سوريا وعبرها في العراق. وتشير المصادر الدبلوماسية إلى صعوبة المرحلة المقبلة بالنسبة إلى أردوغان وداوود أوغلو، حيث اضطرا إلى تأييد الصيغة التي اتفقت عليها واشنطن وطهران والرياض في ما يتعلق بإعادة ترتيب الأمور في العراق والجوار.
كذلك ذكرت المصادر دعم أنقرة لطارق الهاشمي والعشائر السنية التي احتلت الموصل مع «داعش» في ٩ حزيران الفائت. واعتبرت سكوت الثنائي أردوغان ـ داوود أوغلو عن تعاون واشنطن العسكري مع الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلي حزب «العمال الكردستاني» ضد «داعش» الذي يهدف إلى استرجاع الموصل والمناطق الأخرى، مؤشراً مهمّاً إلى احتمالات التغيير المحتمل في السياسة التركية الخاصة بالمنطقة. يأتي ذلك بعد استبعادها من ملف غزة والعراق وربما لاحقاً من سوريا أيضاً. وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى التوتر المحتمل بين السعودية والبحرين والإمارات مع قطر، الحليف الأخير لأنقرة، قائلةً إن القرار ٢١٧٠ واتهام وزير التنمية الألماني لقطر بدعم «داعش» والتوتر بين أنقرة وبرلين بسبب التجسس الألماني على تركيا، قد يدفع الحكومة الجديدة في أنقرة إلى التفكير بصياغة جديدة للسياسة التركية في المنطقة والعالم، وذلك في ظلّ المعلومات التي بدأت تتحدّث عن تحرّكات أميركية وأوروبية جدّية ضد «داعش» و«النصرة» وكلّ الجماعات التكفيرية في المنطقة، ما يتطلّب حواراً أو تعاوناً مباشراً أو غير مباشر مع دمشق والرياض التي تستعد لحرب أمنية ودينية وثقافية ضدّ أصحاب الفكر التكفيري على أراضيها وفي الخليج عموماً.