فشلت مساعي رئيسة دير مار يعقوب في قارة (القلمون) الأم أغنيس مريم الصليب لإدخال قافلة النازحين السوريين، القادمة من عرسال، إلى الأراضي السورية. فبعد سماح السلطات اللبنانية لنحو 300 منهم (نحو 120 عائلة) بالمغادرة إثر تسوية أوضاعهم، منعتهم السلطات السورية من اجتياز الحدود، ليبيت هؤلاء ليلتهم في العراء على الحدود بين نقطتي المصنع وجديدة يابوس، ما لم تتحرك السلطات السورية لتسوية أوضاع هذه العائلات.
مصدر أمني أكد أن الأمن العام لا يمكنه السماح بعودة النازحين الـ 300 العالقين على الحدود، موضحاً أن «الأمن العام سمح بإخراجهم بناءً على تسوية أخذت في الاعتبار دخولهم إلى لبنان عبر معابر غير شرعية بسبب الأوضاع الأمنية، إلا أن السماح بدخولهم مجدداً إلى لبنان يحتاج إلى تسوية أوضاعهم على الجانب السوري وحصولهم على تأشيرات مغادرة من الأمن العام السوري (القسيمة)، وإلا فإننا نرتكب بذلك خطأً قانونياً وإدارياً كبيراً، وهذا يحتاج إلى قرار من المدير العام».
أما بقية النازحين الذين يقدرون بنحو 1500 شخص، فلا يزالون ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور ونتيجة الوعود التي أُمطرت عليهم بالسماح لهم بالعودة إلى ديارهم في القلمون. ولا يزال هؤلاء منذ يومين في العراء ينتظرون عند الأوتوستراد العربي الذي لا يزال قيد الإنشاء السماح لهم بالمغادرة، في أوضاع مزرية. عزّام، أحد هؤلاء، قرر العودة إلى عرسال اليوم إذا لم يحلّ الأمر، معتبراً «أننا نعاقب لأننا هربنا إلى عرسال». وأضاف: «اللي فاتوا وضعهم ما بيشبه وضعنا.

الأمن العام لا يمكنه السماح بعودة النازحين العالقين على الحدود

أغلب اللي دخلوا اليوم كانوا مقيمين في رأس بعلبك ولديهم الأوراق الرسمية وما بدن تسوية». ويضيف أن العودة إلى عرسال «أهون من المذلة هون»، وخصوصاً أن معظم النازحين فقدوا الأمل بالدخول إلى سوريا عبر الحدود الرسمية بعدما وصلتهم أخبار منع القافلة التي سبقتهم من العبور. يقول أبو خليل: «هذه هي حجة النظام. ما النا غير الله يتلطف فينا. جابونا لهون حتى يتاجروا فينا».
«والله زفتنا. صرلنا أسبوع جسمنا ما بيعرف المي. العودة إلى عرسال أفضل من إنو نبقى هون»، تقول عناية، فيما تسأل «أم حسان» السبعينية عن «الذنب الذي اقترفناه حتى يذلونا بهالطريقة. يكتر خير اللبنانيي عم يسهلوا. الأمر العتب على ابن بلادنا».
«لو في انتخابات فتحوا الحدود وما كان في كل هالروتين ولا هالشي»، عبارة اعتراضية اختصر فيها اسماعيل سبب قراره بالعودة الى عرسال حيث كان يقيم في احد المخيمات ما لم يسمح بدخول القافلة. ويضيف: «عم يمرجحوا فينا. ساعة السفارة مو موافقة، وساعة الأمن العام اللبناني، وهلق الأمن العام السوري. بس شاطرين يدعوا النازحين يرجعوا؟».
اللافت أنه ما إن حط النازحون رحالهم عند الأوتوستراد العربي حتى غاب العناصر الأمنيون والعسكريون الذين كانوا يواكبونهم. ويُخشى، في حال عدم التوصل إلى آلية إدارية تسمح بعودتهم إلى بلادهم، أن يتوزّعوا على القرى البقاعية المجاورة، المتخمة أساساً بأعداد كبيرة من النازحين.