أخبرت مؤسسة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة (ICANN) المحكمة الفيدرالية للولايات المتحدة في العاصمة واشنطن بأنه لايمكن اعتبار نطاقات المستوى الأعلى لرموز البلدان (ccTLD) والتعامل معها كـ»عقارات» ولذلك لا يمكن أن تُضمّن في دعاوى المدعّين الذين يحاولون الحصول على ممتلكات البلدان التي زعموا أنها تدعم الإرهاب.
وتشمل قائمة نطاقات ccTLDs (وعناوين بروتوكولات الإنترنت ذات الصلة) المستهدفة من قبل أولئك المدّعين IR. (ايران) وSY. (سوريا) وKP. (كوريا الشمالية)، وكذلك نطاقات المستوى الأعلى المدوّلة غير الخاضعة لحروف الرمز المعياري الأميركية لتبادل المعلومات ASCII لإيران وسوريا.
وكانت ولاية كولومبيا الأميركية قد حكمت لعشرات الاميركيين الذين يدعون أنهم «ضحايا إرهاب» بالسيطرة على خدمة تسجيل النطاق لرموز البلدان (ccTLD) على شبكة الانترنت، لكل من إيران وسوريا وذلك بعد ان عجزوا عن الحصول على مبالغ التعويض التي أقرتها المحكمة في وقت سابق.
وكان الأميركيون وغالبيتهم يحملون الجنسية الاسرائيلية ايضاً الذين يدعون أنهم أصيبوا نتيجة هجمات نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، رفعوا على امتداد السنوات الماضية دعاوى قضائية ضد الجمهورية الاسلامية في إيران والجمهورية العربية السورية لتعويضهم بصفتهما داعميين لفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين. ويدعي هؤلاء أن كوريا الشمالية تتحمل مسؤولية عن الاضرار التي لحقت بهم جراء الصواريخ التي اطلقها حزب الله خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006. وجاء في حيثيات قرار المحكمة ان كوريا الشمالية قامت بتزويد حزب الله بقطع للصواريخ وذلك بالتعاون مع ايران وسوريا. كما جزمت المحكمة بأن بيونغ يانغ قامت بتدريب عناصر حزب الله على حفر شبكة الانفاق على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة.
وقد اصدرت المحكمة الاميركية قراراتها هذه في اعقاب دعوى قضائية رفعها مواطنون اميركيون تضرروا من اطلاق صواريخ حزب الله ابان تلك الحرب .

ccTLD ليست
ممتلكات وليست «مملوكة» أو «مقتناة» من قبل أحد


وحكمت لهم المحكمة بالتعويض بمبالغ كبيرة تصل لمئات ملايين الدولارات، مع فوائد تصل الى 1.33 في المئة عن كل عام تأخير عن تنفيذ الحكم. وتتضمن القوانين الأميركية قانوناً يتيح لمصابي العمليات الإرهابية من مواطني الولايات المتحدة رفع دعوى تعويض حتى لو أصيبوا خارج الولايات المتحدة. وأجرى الكونغرس الأميركي تعديلاً على القانون قبل سنوات بحيث يتيح مقاضاة ممولي التنظيمات الإرهابية. ومن بين الشخصيات التي رفعت دعاوى جيني روبن وسوزان وينستين وشاؤول ستيرنوسيث تشالز بين حاييم وماري نيل وايت. وقضت المحكمة الأميركية بتعويضات تراوحت بين 160- 300 الف دولار اميركي عن كل دعوى، وعندما عجز هؤلاء عن الحصول على اي تعويضات مباشرة، توجهوا لاستصدار أوامر حجز على أملاك وأموال إيران وسوريا في الولايات المتحدة. وتضمنت الحجوزات حسابات مصرفية حكومية وأملاك وعقارات.
وقضت محكمة استئناف أميركية مطلع الشهر الماضي بتسليم 1.75 مليار دولار من الأموال الايرانية الى عائلات ضحايا تفجير ثكنات لمشاة البحرية الأميركية في بيروت في 1983. وأيدت الدائرة الثانية بمحكمة الاستئناف الاميركية في نيويورك قرار القاضية الجزئية كاثرين فورست في 2013 بأن الأموال الموجودة حالياً في حساب لدى سيتي بنك نيويورك يجب أن تمنح للعائلات للمساعدة في الوفاء بحكم يقضي بدفع تعويضات قدرها 2.56 مليار دولار صدر لمصلحتهم ضد ايران في 2007 . وتتهم العائلات ايران بتقديم دعم مادي لحزب الله الذي نفذ الهجوم الذي قتل فيه 241 جندياً أميركياً. وأقيمت الدعوى في 2010 بعدما كشفت وزارة الخزانة الأميركية عن وجود الأموال لدى سيتي بنك. وشمل المدعى عليهم في الدعوى ايران وبضعة بنوك من بينها سيتي بنك. وفي حال سلمت الأموال فسيكون مثالاً نادراً يحصل فيه ضحايا هجوم في الخارج على تعويض مالي من خلال النظام القضائي الأميركي. وفي العادة لا يصادف تنفيذ مثل هذه الاحكام ضد الدول الاجنبية نجاحاً يذكر.
وفي خطوة تظهر مدى يأس المدعين من تحصيل اي اموال، وافقت المحكمة على اصدار انذارات الى مؤسسة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة (ICANN) بحجز نطاقات إيران التي تنتهي بـ«IR» ونطاقات سوريا التي تنتهي بـ«SY» للمدعين، وبذلك تحتجز أموال شراء أو تجديد نطاقات لرموز هذين البلدين لمصلحة المدعين.
وبموجب هذه الانذارات التي صدرت جمعيها في 24 حزيران الماضي، كان أمام مؤسسة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة (ICANN) عشرة أيام للاستجابة لقرار الحجز أو التقدم باعتراض للمحكمة.
ومساء الاربعاء 30 تموز الماضي أعلنت مؤسسة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة (ICANN) انها تقدمت بطلب إلغاء الإجراءالقانوني في المحكمة الفيدرالية في الولايات المتحدة للعمل على ضمان إن تتوافر للمحكمة المعلومات الأساسية حول كيفية عمل نظام اسم النطاق (DNS). وقالت ICANN ان دورها في نظام اسم النطاق لاعلاقة له بأية ممتلكات للبلدان التي رفع دعاوى قضائية ضدها «بحسب ما أعلن جون جيفري المستشار والأمين العام لمؤسسة ICANN» في بيان تلقت «الاخبار» نسخة عنه.
وأضاف جيفري :»لقد بيّنّا في طلب النقض أو إلغاء تلك الإجراءات القانونية أن نطاقات المستوى الأعلى لرموز البلدان (ccTLD) هي جزء من شبكة إنترنت موحدة وعالمية وقابلة للتشغيل المتبادل والتي تعمل مؤسسة ICANN لخدمتها والحفاظ عليها». وقد بيّن جيفري «بأن ccTLD ليست ممتلكات وليست «مملوكة» أو «مقتناة» من قبل أحد بما في ذلك مؤسسة ICANN، ولهذا السبب لايمكن الاستيلاء عليها بإقامة دعوى».
وقد طرحت ICANN حججها بهذا الخصوص إذ أشارت الى إنه حينما ربح ضحايا الإرهاب دعاويهم ضد إيران وسوريا وفي دعاوى اخرى ضد كوريا الشمالية، سعوا بذلك الى جني الأموال والتعويضات جراء تلك الأحكام المدنية. ففي محاولتهم للحصول على التعويضات من تلك الدول، قدّم المدّعون لمؤسسة ICANN «مجموعة من مستندات الأوامر القضائية، ومذكرات استدعاء الى المحكمة للحصول على معلومات لمساعدتهم في الاستيلاء على نطاقات المستوى الأعلى العامة لرموز البلدان ccTLDs لتلك الدول.

للاطلاع على الملف القانوني لمؤسسة ICANN
https://www.icann.org/resources/pages/litigation-2012-02-25-en

للاطلاع على الأوامر القضائية الأميركية
https://docs.google.com/file/d/0B_dOI5puxRA9M3hweE9Eel9mVTQ/edit?pli=1.

يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر | http://about.me/bassam.kantar




من هي ICANN

مهمّة ICANN هي ضمان شبكة إنترنت مستقلة وآمنة وموحدة لأجل الوصول الى شخص آخر عبر الإنترنت، ينبغي عليك ان تقوم بطباعة عنوان ما من خلال جهاز حاسوبك- اسم أو رقم. ويجب أن يكون هذا العنوان فريد من نوعه ليتسنى لأجهزة الحاسوب معرفة مكان وجود الآخرين. تقوم ICANN بتنسيق تلك المعرّفات الفريدة من نوعها عبر العالم. ومن دون ذلك التنسيق لما كان لدينا شبكة إنترنت عالمية واحدة. تشكلتICANN عام 1998. وهي شركة غير ربحية وذات منفعة عامة مع مشاركين من مختلف أنحاء العالم مكرسين للمحافظة على إنترنت آمنة ومستقرة وقابلة للتشغيل المتبادل. وهي تعمل على تعزيز المنافسة ووضع السياسات الخاصة بمعرّفات الإنترنت الفريدة من نوعها. ولاتسيطر ICANN على محتوى الإنترنت. ولاتستطيع منع الرسائل غير المرغوب بها ولا تتعامل مع خدمة الوصول الى الإنترنت. ولكن من خلال دورها التنسيقي بخصوص نظام تسمية الإنترنت، فإن لها تأثير مهم في توسيع شبكة الإنترنت وتطويرها.