لم تهدأ المعارك في السلسلة الشرقية في أيام العيد، الذي قضته قرى البقاع الشمالي على صدى أصوات الاشتباكات ودوي الانفجارات المتقطعة في جرود السلسلة الشرقية. المعارك تركزت طيلة اليومين الماضيين في الجرود السورية لبلدة رأس المعرة، وتلك المطلة على «الجبّة»، والمحاذية من جهة الغرب لجرود بلدة نحلة البقاعية.

وقد شهدت هذه المنطقة اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة من «جبهة النصرة» وكتائب أخرى من مسلحي المعارضة السورية من جهة، والجيش السوري وحزب الله من جهة أخرى، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة وصواريخ «غراد» وقذائف الهاون. وقضى في المعارك عشرات المسلحين، فضلاً عن عدد كبير من الجرحى غصّت بهم المستشفيات الميدانية في بلدة عرسال، بحسب ما أوضحت مصادر مطلعة في البلدة. المصادر عينها قالت لـ«الأخبار» إن معارك اليومين الماضيين تسببت في مقتل عدد كبير من المسلحين، وأوضحت أن المسلحين «يدفنون قتلاهم في منطقتين جرديتين، إحداهما محلة الزمراني، فيما يُنقل الجرحى إلى مستشفيات عرسال الميدانية». حراك المسلحين في غالبية مناطق جرود عرسال بدا لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أكدت المصادر أن المجموعات المسلحة «تحشد عناصرها» في الجرود، بعد التقدم «المحدود» الذي أحرزه الجيش السوري وحزب الله في عدد من المواقع الاستراتيجية في جرود السلسلة الشرقية، وفي مقدمها طلعة موسى (2629 متراً عن سطح البحر)، والتابعة لمنطقة الدراسة في فليطا، التي كانت تمثل معقلاً مهماً للمجموعات المسلحة، فضلاً عن معبر وادي الفتلة الذي يربط عرسال بجرود رأس المعرة وفليطا السوريتين والتلال المحيطة به.
في غضون ذلك، سقطت أول من أمس أربعة صواريخ «غراد» في السفوح الشرقية لبلدات اللبوة والنبي عثمان ومقراق، لم تؤدّ إلى إصابات أو أضرار مادية. وشدّد الجيش اللبناني من إجراءاته الأمنية وعزز نقاطه في عدد من قرى البقاع الشمالي، وفي جرود بلدة عرسال، وتمكن ليل أول من أمس من توقيف ثمانية سوريين كانوا يعبرون الحدود اللبنانية ـــ السورية بسيارات بيك ـــ آب ودراجات نارية، «للاشتباه في انتمائهم إلى جبهة النصرة».
وفي السياق نفسه نفى رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز لـ«الأخبار» ما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط» عنه، وما جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من أنه «حدد الساعة الصفر يوم الأربعاء (يوم امس) لانطلاق عملية أمنية بالتعاون بين الجيشين السوري (ضمن الأراضي السورية) واللبناني وحزب الله، للقضاء على المسلحين والإرهابيين الموجودين في جرود عرسال». وأوضح انه عبّر عن «الأمل بتنفيذ عملية أمنية تخلص المنطقة بأكملها من سقوط القذائف والصواريخ، وأهل عرسال الشرفاء من ظلم المسلحين». وقال إنه سُئل عن توقيت حسم عملية جرود عرسال، فاختار لدى إجابته عن السؤال التعبير الآتي: «ان شاء الله تكون الساعة الصفر اليوم قبل بكرا»، وهو ما فهم على أنه تحديد لانطلاق عملية أمنية.