بشرٌ أم شيءٌ ٱخر؟
حربُ غزّة وبعيداً عن عوالم السياسة والحسابات الاقليمية تكاد تطرح اشكالية تفوق اشكالية السّؤال العربي المزمن: «اذا أرضعت زوجته الكبيرة زوجته الصغيرة، فأيّهما تحرّم عليه؟». فهذا الجمع الشاهد على المذبحة، بكل ما تحوي المذبحة، يكاد يكون لا مبالياً أو هو شديد البرودة تجاه ما يحصل.
هو مؤشّر خطير يطرح تساؤلاً حول مدى حقيقة انتماء العنصر العربي للعرق البشري, وهل من الممكن أن يكون هذا العنصر قد تعرّض لحادث جيني أخرجه عن ممارسته ردّ فعل طبيعي لأي كائن بشري يَشهد على ذبح أطفاله.

فالمَشاهد الآتية من غزّة وإن كانت لا تتفوّق بفظاعتها على أيٍّ من الصُّور اليومية التي تحفل بها مدننا على امتداد مساحة الذلّ. ولكن من يرتكبها كان من المفترض أن يكون عدوّاً في الوعي الجمعي العربي، وبالتالي كان ينبغي لها أن تثير على الأقل هيجان الجمهور، وهو أمرٌ لم يحصل، وهذا مناف للمنطق التاريخي: ألم تخض ألمانيا حرباً عالميّة تحت ذريعة امتهان كرامة الألمان في بولندا؟ وألم تجهّز روسيا جيوشاً غضباً لقصف الناتو لصربيا السّلافية؟ بينما ما زالت شعوبنا تراقب موت غزّة كما لو أنها في محضر فيلم عن محارب روماني في مواجهة أسود الكلوسيو.
وبناءً عليه ليس غريباً أن يتداعى البعض لدراسة جدّية لمكوّنات الموروثات الجينية العربية باعتبارها شاذّة عن المسار الطبيعي للأحاسيس البشرية وهو أمرٌ خطير قد يخرجنا عن فصيلة البشر، وقد لا نجد لنا بعدها مكاناً ٱخر في فهرس الأنواع.
غزّة هي الإمتحان: إمّا أن نكون بشراً أو أي شيءٍ آخر والعياذُ بالله.
أياد المقداد

■ ■ ■


بلدية صور

رداً على ما ورد في «الأخبار» (19 تموز 2014) 12 تحت عنوان «النقل العام محتل»، يهمنا أن نوضح ما يلي:
1 ـــ إن ما تم الإشارة إليه نقلاً عن لساني مجتزأ.
2 ــ إن المواقف العديدة في منطقة البص والتي لم تشر الكاتبة إلا إلى احداها بحاجة إلى محطة متكاملة وقرار جماعي ولا علاقة (للمونة)، هذه العبارة التي تغمز الكاتبة من قناتها لإرباك القارئ.
3 ــ لا علاقة البتة لحركة أمل لا من قريب ولا من بعيد بقضية الموقف موضوع المقال وان ما ورد بشأن دور لحركة أمل ونوابها بهذا الشأن محض خيال.
رئيس بلدية صور
المهندس حسن دبوق