ريف دمشق | ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين «جيش الإسلام» وتشكيلات مسلّحة أخرى من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة ثانية. الريفان الجنوبي والشرقي كانا المسرح الأبرز لمواجهات أمس. مصادر ميدانية ذكرت أنّ «نحو 75 مسلّحاً من داعش في منطقة يلدا سلّموا أنفسهم إلى جيش الإسلام» بعد حصار الأخير مقار «الدولة».
فيما توجّه نحو 300 مسلّح رفضوا تسليم أنفسهم، من يلدا باتجاه الحجر الأسود «التي تتحول يوماً تلو آخر إلى معقل كبير لمسلّحي داعش في الريف الجنوبي». بالتوازي، اندلعت أمس مواجهات جديدة بين الطرفين المتقاتلين في الحجر الأسود، أدت إلى وقوع عدد من القتلى في صفوف الطرفين بحسب المصادر الميدانية. وتخوّفت مصادر أهلية لـ«الأخبار» من «انفجار الوضع في الحجر الأسود ليصبح مثل الغوطة الشرقية». وفي السياق، يخوض «جيش الإسلام» معاركه ضد «الدولة» التي قاربت مدتها شهراً. وبعد مقتل عشرات المسلحين من الجهتين، إضافة الى تصفية القيادات، قتل أمس أمير «الدولة» المدعو «أبو بكر العمري» في الغوطة الشرقية للعاصمة في الاشتباكات.

استشهاد ثلاثة
مدنيين في قصف بقذائف هاون على العاصمة


على صعيد آخر، كثّف سلاح الجو من ضرباته لخطوط إمداد المسلّحين الخلفية في عمق حي جوبر. جاء ذلك بالتوازي مع قيام الوحدات الراجلة للجيش بتثبيت وحداتها على نقاط التماس. وأسفرت مواجهات أمس في الحي الدمشقي عن مقتل العشرات من مسلّحي «جيش الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، بحسب المصادر الميدانية. في المقابل، ردّ مسلّحو المعارضة على ضربات الجيش المحكمة بقصف الأحياء الشرقية من دمشق بعدد من قذائف الهاون، أدت إلى استشهاد 3 مدنيين وإصابة 10 آخرين في منطقتي الزبلطاني ومستشفى حاميش في مساكن برزة.
واستهدف الجيش تجمّعات للمسلّحين في خان الشيح وخربة العباسية، في الغوطة الغربية، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين وإصابة آخرين وتدمير عربات على طريق خان الشيح ــ زاكية.
وفي درعا (جنوباً)، دارت اشتباكات في مناطق عدّة من ريف المحافظة في بلدات عتمان وإنخل وسملين وزمرين وشمالي بلدة النعيمة، وأدت إلى مقتل العديد من المسلّحين وإصابة آخرين، فيما صدر أمس بيان عن «غرفة عمليات معركة قطع الوتين» التابعة لـ«الجيش الحر»، يوضح فيه أن بياناً آخر كان قد صدر عن «غرفة عمليات معركة رياح الثأر» يحدد المناطق ذاتها التي تجري عليها معركة «قطع الوتين». وطالب البيان بـ«توخي الدقة» عند الحديث عن المعارك. ويرى مصدر متابع أن هذا البيان يعكس مدى «خلبيّة» المعارك التي تطلقها الفصائل المسلّحة في درعا، «فهي تطلق أسماءً كبيرة لعمليات يومية عادية، بعضها ليس له وجود حقيقي إلا في بيانات تلك الفصائل التي لا يتجاوز عدد أفراد بعضها عشرة أشخاص».
وفي حلب، اعترفت مصادر المعارضة بمقتل 17 من مسلحي «حركة أحرار الشام» و«حركة حزم» في محيط اخترين شمال حلب، برصاص مسلحي «الدولة». وأكد مصدر معارض أن القتلى هم من ريف إدلب الشمالي وقعوا في كمين لتنظيم «الدولة» بالقرب من اخترين التي يحاصرها شمال حلب. كذلك اعترف بمقتل ثمانية مسلحين من «ألوية صقور الإسلام» في قصف جوي لمقرهم في حي الأنصاري جنوبي حلب.