بين إيران والغرب في أيلول المقبل، بات الإيرانيون يؤكدون أنهم استطاعوا انتزاع الاعتراف بحقهم في تخصيب اليورانيوم من قبل مجموعة الدول الست. غير أن الخلاف ظلّ قائماً حول عدد أجهزة الطرد المركزي. ومع ذلك، أكدت طهران أن تمديد المفاوضات لا يعكس فشل الجولات السابقة، بل الإرادة السياسية في مواصلة المسار الذي انطلق من جنيف في تشرين الأول الفائت.
وأعلن ظريف أن مجموعة دول (5+1) أقرّت رسمياً بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، مضيفاً أن الخلاف معها اليوم لم يعد يتعلق بهذه النقطة بل بحجم التخصيب. وقال ظريف، في حديث إلى قناة «خبر» الإيرانية، إنه لا يوجد في العالم اليوم من يتحدث حول مبدأ تخصيب اليورانيوم سوى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعاة الحرب من حوله الذين يسعون في الحقيقة إلى النزاع والمواجهة، مضيفاً أن العالم أدرك أن نتنياهو يتابع القضية النووية لإثارة التوتر وليس كهاجس. وأوضح ظريف أن العالم اليوم لم يعد يتحدث عن وقف تخصيب إيران لليورانيوم بل حول حجمه فقط لجهة عدد أجهزة الطرد المركزي أو تغيير طبيعة مفاعل «أراك»، قائلاً «حتى كلامهم في هذا الصدد غير مقبول». وبشأن العقوبات المفروضة على إيران، أكد ظريف أنه حينما نصل إلى تفاهم على أساس اتفاق جنيف سيتم إلغاء إجراءات الحظر غير القانونية المفروضة على إيران، مشيراً في المقابل إلى أن عملية التخصيب ستستمر، ما يعني أن إيران تمارس حقها من دون عراقيل.

ظريف: أدرك العالم
أن نتنياهو يتابع القضية النووية لإثارة التوتر
ورأى ظريف أن تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيراني علي خامنئي حول قدرة التخصيب «تثبت سلمية البرنامج النووي الايراني»، مؤكداً استعداد بلاده لاتخاذ إجراءات مطمئنة بشأن عدم سعيها وراء السلاح النووي، مثل تبديل اليورانيوم إلى أوكسيد، لأن الأخير لا يمكن تخصيبه من جديد، موضحاً أن بعض الأساليب التي تطرح مقترحة من قبل إيران ومن قبل علماء لا علاقة لهم بنا ولا بالطرف الآخر، ومن الممكن أن يكون بعضهم غربيين وأميركيين.
وأشار ظريف إلى أن المفاوضات النووية جرت مع الأميركيين أكثر من غيرهم، وأضاف، لقد أجرينا عدة جولات من المباحثات المكثفة مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري بصورة ثنائية أو بحضور الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون والوفود الأخرى، ولقد وصل كيري إلى إدراك أفضل لمواقف إيران، ونحن أيضاً توصلنا الى إدراك أفضل لمواقف أميركا وآرائها، وبطبيعة الحال فقد نقل كيري مواقفنا الى حكومة بلاده. ورأى وزير الخارجية الايراني أن الحكومة الأميركية لا معرفة لها عن إيران، لأنها تراها من نافذة الأكاذيب المنقولة إليهم أو التي اختلقوها هم أنفسهم.
وفي شأن المقترحات التي سلمت إلى وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال ظريف إن المقترحات تمحورت حول كيفية الوصول الى نتيجة من دون أوهام أو تجاهل لحقيقة أن إيران يمكنها صنع أجهزة الطرد المركزي بنفسها، مضيفاً في ضوء قدرة إيران على إنتاج عشرات أجهزة الطرد المركزي يومياً فلا معنى حينها للتحدث بشأن العدد، بل ينبغي البحث حول كيفية حصول الثقة بأن يبقى اليورانيوم المنتج بنسبة تخصيب 3،5 في المائة بنفس النسبة ومن ثم يتم تحويله الى وقود. من جهتها، رأت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم أن تمديد المفاوضات النووية لا يعني الفشل، بل هو دليل على وجود إرادة سياسية للاستمرار في المسار الذي انطلق من جنيف.
وأشارت أفخم في مؤتمرها الصحافي إلى أن الجولة السادسة من المفاوضات نجحت في خفض نقاط الخلاف، حيث تم أيضاً وضع ما بين 8 الى 9 صفحات كمسودة وملحقاتها من التفاهم النهائي، لافتةً في المقابل إلى أنه لم يتم الوصول إلى نتيجة، لذلك تم تمديد المفاوضات بسبب وجود الخلاف والتباين في الرؤى.
(فارس)