نجحت الجهود في إقناع أهالي موقوفي أحداث طرابلس بفكّ اعتصامهم وفتح الطريق عند مستديرة نهر أبو علي، بعد أربعة أيام شلّت المدينة اقتصادياً، وهدّدت بانفلات الوضع الأمني، على وقع تراشق بالاتهامات بين رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وتيار المستقبل.
مؤشرات فك الاعتصام بدأت مع تبرؤ معظم الجهات السياسية، وهيئة العلماء المسلمين منه، أقله في العلن، إضافة إلى صدور القرار الاتهامي الذي طلب الإعدام لمسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد وأربعة من قادة محاور جبل محسن، ما ساهم في تنفيس الاحتقان وتبريد الأجواء نسبياً. وزاد من الضغط على المعتصمين احتجاجات أصحاب المحال التجارية في الأسواق القديمة، وتلويح جمعية تجار طرابلس بتحرك كبير اليوم إذا لم تفتح الطرقات، إضافة الى تحذيرات نقلت الى المعتصمين عن نية القوى الأمنية فك الاعتصام بالقوة. كل هذه الضغوط دفعت المعتصمين الى التجاوب مع مسعى لوفد من المشايخ والفاعليات والموافقة على رفع الاعتصام وفتح الطريق، مع إبقاء الخيم على جانبي الطريق بعد وعود تلقوها بإطلاق بعض الموقوفين الخميس المقبل.
وكان لافتاً الردّ غير المسبوق للرئيس ميقاتي على اتهامات التيار الأزرق له بالوقوف وراء التحركات الأخيرة في طرابلس، والتحريض على الاعتصام. واتهم بيان ميقاتي تيار المستقبل، بوضوح لكن من دون أن يسميه، بـ «قلب الحقائق»، وبأنه «فريق يهوى الرهانات الخاطئة والحروب الإعلامية والسياسية العبثية»، و«صياغة الأكاذيب» و«ادّعاء البطولات الوهمية». ورأى أن «البعض يريد إلباسنا ثوب الأحداث الأمنية في طرابلس المعروفة أهدافها ومفتعلوها وممّولوها على مدى 3 سنوات»، و«هم من أغدقوا الوعود على قادة المحاور، وهم من نكث بها». وذكّر بـ «يوم الغضب» الذي أعلنه تيار المستقبل يوم تكليفه تأليف الحكومة مطلع عام 2011، مشيراً إلى «خطة أعلنوها في 25 كانون الثاني 2011، بأنهم لن يدعوا طرابلس أو يدعونا نرتاح طالما هم خارج السلطة». ورأى ميقاتي أن «محاولة تحويل الأنظار إلى طرابلس مجدداً، محاولة يائسة لرفع المسؤولية الوطنية عن سوء أداء هذا الفريق الذي يمسك اليوم بالمفاصل الأمنية والقضائية الأساسية».
هذا الهجوم استدعى ردّاً من تيار المستقبل في بيان صدر عن وزير العدل أشرف ريفي، بعد نحو نصف ساعة من صدور بيان ميقاتي، إذ رأى ريفي أن تحركات طرابلس «تستغل من قوى سياسية محلية وبعض الأجهزة الأمنية لحسابات خاصة، يدفع ثمنها أهالي المدينة». ودعا «أبناءنا المعتصمين إلى فتح الطرقات أمام أهلهم»، مشيراً إلى أن «رسالتهم قد وصلت»، ومؤكداً أنه «كنا ولا نزال نتابع قضيتهم المحقة».
من جهته، شمل النائب السابق مصباح الأحدب الجميع باتهاماته، مشيراً إلى أن «قطع أرزاق التجار والناس مسؤول عنه رئيس الحكومة الحالي ورؤساء الحكومات السابقون في طرابلس، ووزراء تيار المستقبل و14 آذار ونواب المدينة».