أكدت إسرائيل أن الصواريخ التي أُطلقت باتجاه المستوطنات في الجليل الأعلى، أمس، حادث موضعي لا يستدعي إجراءات وتدابير خاصة. إلا أنها شددت، في موازاة ذلك، على أنها ردت على «الاعتداء» فوراً بإطلاق قذائف مدفعية في اتجاه منطقة إطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد موتي آلموز إن صاروخاً واحداً سقط في منطقة غير مسكونة قرب مستوطنة كفار يوفال، شمال مستوطنة كريات شمونة في اصبع الجليل، لم يؤد إلى إصابات بشرية أو أضرار مادية كبيرة. وأضاف أن الجيش يتحرى عن صاروخين آخرين قيل في الإعلام اللبناني إنهما أُطلقا أيضاً باتجاه إسرائيل. وأكدت مصادر إعلامية عبرية أن صاروخاً سقط على طريق يربط بين مستوطنات عدة في إصبع الجليل أدى إلى أضرار بسيطة، ولم يطلب الجيش من سكان المستوطنات اتباع أي إجراءات استثنائية.
وأشار موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الجيش تقدم بشكوى لدى قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان (اليونيفيل) عملاً بالإجراء المتبع في حالات كهذه بعد تسجيل خروق من الجانب اللبناني. وأوضح أن تقديرات الجيش تشير إلى أن مجموعة مؤيدة للفلسطينيين وراء إطلاق الصواريخ، الأمر الذي «يتوافق مع تقديرات للجيش هذا الأسبوع حول إمكان إطلاق مجموعات مؤيدة للفلسطينيين صليات صاروخية من لبنان».
بدوره، شدد رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية اللواء عاموس غلعاد على ان مجموعة راديكالية صغيرة تقف خلف اطلاق الصاروخ، مستبعداً ان تكون لحزب الله علاقة بالحادثة. ولفت الى ان منطقة اطلاق الصواريخ ينشط فيها عدد لا بأس به من الفلسطينيين.
وفي حادثة مرتبطة ولافتة جداً، طلبت سلطات مطار بن غوريون في اللد (وسط فلسطين المحتلة، يبعد نحو 160 كلم عن مكان إطلاق الصواريخ امس)، من الطيران المدني تغيير مساره جرّاء سقوط الصاروخ من لبنان، الأمر الذي أدى الى حال من الارتباك والتشويش على الرحلات الجوية القادمة الى المطار. وبحسب موقع «يديعوت احرونوت»، طُلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية البولندية «لوت» تغيير مسار طيرانها في منتصف الطريق الى بن غوروين، بعدما وصل خبر سقوط الصاروخ قرب كريات شمونة، وطلب من قبطان الطائرة ان يبقى في الأجواء قبل بدء اقترابه من المطار، الا انه فضل التوجه والهبوط في مطار لارنكا القبرصي، وبعد انتظار طويل، قررت الشركة اعادة الطائرة وركابها الى وارسو.
المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، العقيد بيتر لرنر، أبلغ «يديعوت احرونوت» تعليقاً على حادثة الطائرة البولندية، الى وجود «شكوك» في ان تعمد مجموعات مسلحة من لبنان الى دخول المعركة الدائرة حالياً ضد حركة حماس في غزة. واضاف: «من غير الواضح حتى الآن، إن كان الهجوم الصاروخي من لبنان رمزياً، او يحمل مغزى اكبر من ذلك».