أخيراً حصلت الخطوة المنتظرة منذ سنوات، وها هي مايكروسوفت تطلق الحدث الأول بعد استحواذها الكامل على نوكيا، بإطلاق مجموعة جديدة من الهواتف الذكية، لكن الحدث الأبرز كان ما رشح من الكواليس عن أن نوكيا كعلامة تجارية في عالم الهواتف الذكية، ستختفي إلى الأبد.
التكتم الشديد الذي يسيطر على موظفي مايكروسوفت يوحي بأن المرحلة المقبلة ما زالت غامضة جداً، وأن الكثير من القرارات الاستراتيجية، لم تخرج بعد إلى التداول.
وعلمت «الأخبار» أن صفقة مايكروسوفت - نوكيا التي بلغت 7.2 مليارات دولار وشملت انتقال 25 ألف موظف من شركة إلى أخرى تضمنت اتفاقاً على أن يكون لمايكروسوفت الحق في استخدام اسم نوكيا على الهواتف الذكية لسنة ونصف سنة فقط، بينما يحق لها استخدام الاسم على الهواتف العادية (غير الذكية) لبضعة أعوام، ما يعني أن اسم نوكيا سيختفي تدريجياً لينحصر في الهواتف الخلوية المتأخرة تقنياً، قبل أن يختفي كليّاً، ما يعني أن مايكروسوفت ستضطر إلى إعدام نوكيا كعلامة تجارية للهواتف.
ويبدو أن مايكروسوفت ستكمل استثمارها في اسم لوميا، وهو الاسم الذي اشتهرت به هواتف نوكيا العاملة بنظام تشغيل ويندوز، فأطلقت ثلاثة أجهزة خلوية ذكية وهي Lumia 630 وLumia 635 وLumia 930. ولعل ما يميز الهاتفين الأولين هو تعبيرهما عن سياسة مايكروسوفت الجديدة، بأن تقتحم السوق بأسعار تنافسية.

سيختفي اسم نوكيا تدريجياً لينحصر بالهواتف الخلوية المتأخرة تقنياً قبل أن يختفي كليّاً
فهذه الهواتف التي تتمتع بمواصفات متقدمة، لا يزيد ثمنها على المئتي دولار، ما يجعلها منافساً قويا في السوق المحلية، فضلاً عن كونها تعمل بنظام «Windows Phone 8.1» الأحدث. وبفضل هذا النظام لا يزال بإمكان المستخدمين الحصول على شاشة يستطيعون تشكيلها بحسب ما يرونه مناسباً، مع واجهة Live Tiles تتيح لهم التحديث بسرعة كبيرة، وتطبيق Office Mobile وتطبيق Outlook Mobile، وتطبيق Windows Phone Hubs.
هاتف Lumia 630 الذي يتوافر بشريحة اتصال SIM واحدة أو شريحتين، وهاتف Lumia 635، الذي يوفر إمكانية اتصال الجيل الرابع 4G، هما أول هاتفين ذكيين عاملين بنظام «Windows phone 8.1» يطلقان في المنطقة، وهو النظام الذي يجعل الهواتف أكثر شخصية، ولا سيما من حيث تقديمه الاتصال الكامل بجميع أجهزة ويندوز الأخرى، كالكمبيوترات المكتبية والمحمولة أو أجهزة الـ XBOX.
أما Lumia 930، الذي سيطلق في الأسواق خلال شهرين تقريباً، فهو أيضاً يأتي بنظام Windows 8.1، لكنه يأتي بمواصفات أكثر تقدماً، تجعله من الفئة المتقدمة بين الهواتف الذكية، إن من حيث التصميم والقدرات التقنية، أو من حيث التطبيقات والخدمات الكثيرة التي تجعله منافساً جدياً لجميع الأجهزة العاملة بنظام أندرويد.
لكن يبدو أن استراتيجية مايكروسوفت لا تقف إلى هذا الحد، بل تسعى إلى ربط المستهلك بمجموعة من الأدوات المرافقة للهواتف الذكية لتصبح جزءاً من حياته، ومن هنا أطلقت نوكيا مجموعة من الأكسسوارات المرافقة لمجموعة لوميا الجديدة، منها مكبر الصوت Bluetooth Mini Speaker المستخدم من الاتصال لاسلكياً عبر تطبيق Device Hub الجديد السهل الاستخدام، ويعمل لمدة 15 ساعة، حيث يحول الصوت إلى باس عالٍ، كما يمكن استخدامه سماعة هاتف عند التحرك.
ومن الابتكارات الجديدة treasure Tag وهو جهاز جديد ينبه هاتفك عندما تترك أشياءك خلفك. واستخدام خرائط Here للعثور على أشيائك المفقودة على الخريطة. وبسبب ججم الجهاز الذي لا يزيد حجمه على حجم علّاقة المفاتيح، يمكن ربطه بالحقائب أو المفاتيح، أو بأي من الأشياْء التي تخشى فقدانها.
ربما بدأ العد العكسي لتوديع نوكيا إلى الأبد، لكن يبدو أيضاً أن عملاقاً جديداً سينشأ في عالم الهواتف الذكية، ففي الكواليس يدور الكثير من الأحاديث حول ابتكارات ثورية ستغير المفهوم التقليدي للهواتف الذكية. فمايكروسوفت ستسعى إلى تجيير سيطرتها شبه المطلقة على سوق الحواسيب لتربطها بالهواتف الذكية، وهي خطوة من شأنها إذا نجحت أن تجعل صفقة استحواذ نوكيا من أهم الصفقات التجارية في التاريخ الحديث.