نجحت شركة «كلاكيت» في سباقها مع الوقت وسلّمت الحلقات الأولى من مسلسلها «الإخوة» للمحطات العربية التي اشترت حقوق بثه سلفاً (cbc المصرية و«أبو ظبي الأولى» وغيرهما). لكن ما زالت كاميرات سيف الدين السبيعي وسيف الشيخ نجيب وحسام الرنتيسي تدور في أبو ظبي للانتهاء من تصوير الجزء الأول من العمل، أي 50 حلقة (الأخبار 2/4/2014).
قد يكون من الخطأ الحكم الآن على مسلسل بعد عرض أولى حلقاته، إلا أنّ نجومه تيم حسن، وكارمن لبس، وباسل خياط، وأحمد فهمي، وسلوم حداد، وأمل بوشوشة، ورفيق علي أحمد يتفقون على أنهم يقدّمون فُرجة خفيفة، يمكن المتابع أن يغيب عن مشاهدتها 7 حلقات ويعود من دون أن يفوته شيء. بعض هؤلاء يرى أنّ هذا النوع ضرورة لمنافسة الدراما التركية المدبلجة، وبعضهم الآخر يركّز على سوية العمل الفنية من حيث أداء الممثلين والصورة وبقية العناصر الفنية، أو يعتبرون أنّ التلفزيون وسيلة تسلية وترفيه تحقّقها هذه الأعمال. أما النتيجة، فقد ظهرت مبدئياً دون التوقعات أو الحملة الإعلامية الضخمة التي رافقت العمل. في الحلقة الأولى، نتعرّف إلى الشخصيات من خلال حفلة خطوبة نور (تيم حسن) وماريا (نادين الراسي)، ينضمّ إليها نجوم المسلسل تباعاً. يبدو واضحاً البذخ الإنتاجي على المشهد الطويل، ليكون حاملاً للحلقة الأولى، وجاذباً المشاهد، لكن البذخ لم يوظّف في خدمة المشهد كما يجب، إلى جانب تعثّر بعض الممثلين ووقوعهم في التصنع والمبالغة، وخصوصاً نادين وتيم، إضافة إلى الصورة الباهتة التي عجزت عن التقاط جمالية المكان واللعب على هذا العنصر كعامل جذب رئيسي في هذه الأعمال. تباعاً، سنكتشف أن «الإخوة» (تيم وباسل خياط وقيس الشيخ نجيب وأحمد فهمي ومحمود نصر) تبنّاهم رجل الأعمال فريد نوح (عبد المجيد مجذوب) الذي يعاني العقم، ورحل مخلّفاً أملاكاً طائلة. عادت ميرا (أمل بوشوشة) برفقة والدتها «فاتن» (كارمن لبس) لتقطع حفلة الخطوبة، وتفاجئ الإخوة بأنّها ابنة فريد نوح الحقيقية والوريثة الشرعية الوحيدة لأملاكه وفق وصيته. سيتضح على الأغلب أنها مجرّد عملية احتيال ضخمة تجري برفقة محامي العائلة. تحتل البنت الوافدة جزءاً من الفيلا التي تقيم فيها العائلة، لتعتمد على ذكائها وجمالها وتبدأ برمي شباكها حول أعناق العائلة المشتّتة. نحن هنا أمام لهجات سورية ومصرية ولبنانية تروي علاقات حميمة متشابكة في العائلة الواحدة، وقصص خيانة زوجية يوزّعها المسلسل بالجملة، معتمداً على الوجوه الفاتنة التي تجسد شخصياته. كذلك نحن على موعد مع اكتشاف الممثل الحقيقي من المزيّف، وسط التنافس الواضح للعدد الكبير من نجوم الوطن العربي. يبرع قيس الشيخ نجيب في التقاط روح متفرّدة مختلفة لشخصيته، ويظهر محمد حداقي ممثلاً استثنائياً معتمداً على قدرته في التحكّم بتقاسيم وجهه. وتقدّم كارمن لبس شخصية مختلفة كلياً عما قدمته في مسيرتها، فيما تبدو المبالغة في إظهار العصبية والروح الشريرة هي السمة العامة لباسل خياط باستثناء بعض المشاهد المتقنة. كذلك يظهر تيم حسن تأثره الواضح بأجمل أدوار عمره «عبود» في مسلسل «الانتظار». رغم الاختلاف الجذري بين الشخصيتين والمسافة الزمنية التي مرّت على تجسيده بطولة «الانتظار»، إلا أن القاسم المشترك بين الشخصيتين هو تلقّيهما الرعاية في أوّل سنوات حياتهما في الملجأ. الخلطة العجيبة لـ«الإخوة» بدأت بتحقيق جماهيرية في الوطن العربي، وهو الأهم للمحطات الفضائية، على أمل أن يكون هذا مجرّد صنف درامي ضمن حالة متنوّعة من دون أن تكرّ السبحة وتدرج موضة المسلسلات الطويلة الفارغة من أيّ مضمون.



«الإخوة»: يومياً 20:00 على cbc المصرية و 21:00 على قناة «أبو ظبي الأولى»