يتهاوى أفراد تنظيم «كتائب عبد الله عزام» واحداً تلو الآخر. بعد ماجد الماجد وعمر الأطرش وجمال دفتردار، سقط في قبضة استخبارات الجيش المطلوب الفلسطيني بلال كايد (مواليد 1987). وأوقف كايد، المعروف بـ«أبو عائشة»، على حاجز للجيش في عرسال أوّل من أمس، برفقة أحد السوريين. لكن الاعلان عن اعتقال «الصيد الثمين» أرجئ حتى يوم أمس للتأكد من هويته، خصوصاً أنه كان يحمل بطاقة هوية لبنانية مزوّرة.
وبحسب المصادر، فإن المعطيات المتوافرة لدى قيادة الجيش وعمليات الرصد والمتابعة، كانت تجزم بأن الموقوف هو كايد، وقد تمّ التأكّد من هويته بعد الاطلاع على صورة قديمة له موجودة في حوزة استخبارات الجيش.
الرجل الذي تصفه مصادر عسكرية بـ«الساعد الأيمن لرجل القاعدة الأول في لبنان توفيق طه»، تقلّل مصادر أمنية من أهميته الاستراتيجية باعتباره عنصراً تنفيذياً. وبين هذه وتلك، تكشف المعلومات أن كايد يضطلع بدورين، تخطيطي وتنفيذي، وتذهب إلى تشبيهه بالموقوف نعيم عبّاس من حيث الأهمية الأمنية.
بدأ اسم كايد يتردد لدى الأجهزة الأمنية بعدما قادت التحقيقات الى أنه العقل التنفيذي لعملية استهداف دورية لليونيفيل عند جسر القاسمية في حزيران 2007، حين سحب بيديه وقتذاك صاعق تفجير العبوة الناسفة التي انفجرت بالآلية الأممية. تعقبه أمنياً دفعه إلى التواري عن الأنظار داخل مسقط رأسه في مخيم الرشيدية في صور. حيث كان يعمل على تجنيد شبان لمصلحة «جمعية الإستجابة» السلفية. ثم لجأ الى مخيم عين الحلوة حيث أقام في محلة الرأس الأحمر، وتقرّب من جماعة «جند الشام» ليُصبح بعدها لصيقاً بالشيخ توفيق طه. وقد انتمى إلى «فتح الإسلام» قبل حلّ التنظيم، ثم التحق بـ «كتائب عبدالله عزام». وقد عمل في تلك الفترة في سنترال البُراق داخل المخيم، وكان قليل الظهور. وشوهد مرّتين برفقة طه في حي الصفصاف. وتشير المعلومات إلى أنه كان يتنقّل من مخيم عين الحلوة وإليه مستخدماً بطاقات هوية مزوّرة للمرور عبر حواجز الجيش المحيطة بالمخيم. وقد غادر إلى سوريا عام ٢٠١٢ للقتال تحت راية «جبهة النصرة»، ثم عاد منتصف أيلول عام ٢٠١٣. وفي رواية أمنية أخرى، غادر كايد عين الحلوة قبل ثمانية أشهر للقتال في سوريا، ووُثّق ذلك ببرقية صادرة عن استخبارات الجيش في الجنوب. وقد اصطحب معه زوجته (أرملة خبير المتفجرات عبد الغني جوهر الذي قُتل في سوريا أثناء إعداده سيارة مفخّخة) التي أنجبت له ابناً في عرسال قبل أشهر قليلة، ثم عاد الى المخيم. لكن توقيف نعيم عباس أعاد اسم كايد إلى الضوء مجدداً، إذ أشارت اعترافات عباس الى أن «أبو عائشة» قيادي بارز في الكتائب، وله صلة بالعمليات الإرهابية التي ضربت لبنان في الأشهر الماضية، وهو ما دفعه الى المغادرة الى سوريا في 13 شباط الماضي.
اعترافات عباس
أشارت إلى تورطه في العمليات الإرهابية التي ضربت لبنان أخيراً

وأدانت المحكمة العسكرية كايد لتورطه في وضع العبوة وحكمت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. وبحسب المعلومات، يشتبه في تورّط «أبو عائشة»، أيضاً، في تفجيري سهل الدردارة في الخيام (حزيران 2007) والرميلة (أيار 2011) اللذين استهدفا قوات اليونيفيل.
وقد أصدرت مديرية التوجيه في الجيش بياناً ذكرت فيه أنه «بعد عملية رصد ومتابعة، تمكنت دورية تابعة لمديرية المخابرات من توقيف الفلسطيني بلال كايد من ألوية عبد الله عزام، وهو مطلوب بمذكرات توقيف عدة لارتكابه جرائم عدة، منها: اشتراكه مع آخرين في استهداف دورية لليونيفيل في محلة القاسمية، والتي نجم عنها استشهاد عدد من عناصر الوحدة الإسبانية، بالإضافة إلى قيامه بأعمال إرهابية وتفجيرات ونقل أسلحة وقتل ومحاولة قتل وتخريب منشآت عامة وخاصة».
ويعدّ كايد من ضمن أفراد المجموعة التي ورد اسمها بالضلوع في اغتيال النائب وليد عيدو في حزيران 2007، كما انه متهم مع محمد الأفندي، بحسب اعترافات الموقوف فادي إبراهيم الملقب بـ «السيغمو»، بالتورط في متفجرة جسر سينيق الفاشلة في 2007.
من جهة أخرى، طلب قاضي التحقيق العسكري فادي صوان في قرار اتهامي اصدره أمس الاعدام لستة فلسطينيين فارين من وجه العدالة بجرم تأليف عصابة مسلحة والقيام بأعمال ارهابية وحيازة اسلحة ومتفجرات، وهم: بلال وكمال بدر، ساري الحجير، محمود عزب، علي خليل ونضال محمد. وأصدر مذكرة القاء قبض في حقهم، اضافة الى مذكرة توقيف غيابية في حق كل منهم، وأحالهم الى المحكمة العسكرية الدائمة.