كما كان متوقعاً، أفاد تقرير صدر عن الأمم المتحدة أمس، بأن إيران تحركت لتقليص أكثر مخزوناتها النووية حساسية بواقع نحو 75 في المئة، تنفيذاً لاتفاق تاريخي توصلت إليه مع القوى العالمية، لكنها أرجأت بناء منشأة ستحتاج إليها لتنفيذ الاتفاق، ومدته ستة أشهر.
وأوضح التقرير الشهري الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران حتى الآن تتخذ كل الخطوات المتفق عليها للحد من برنامجها النووي. وتؤدي الوكالة دوراً مهماً في التحقق من أن إيران تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق.
ونتيجة لذلك، بدأت إيران تحصل بالتدريج على بعض الأموال في الخارج التي كانت مجمدة. وقال مصدران مطلعان إن اليابان أرسلت لإيران دفعتين بقيمة مليار دولار، في مقابل واردات من النفط الخام. وبموجب الاتفاق المؤقت ستحصل إيران على 4.2 مليارات دولار على ثماني دفعات، خلال الفترة بين كانون الثاني وتموز، إذا أوفت بالتزاماتها. وبعد الدفعتين الأخيرتين لليابان، يصبح إجمالي المدفوعات التي وصلت إلى إيران 2.55 مليار دولار، وسبق أن أرسلت كوريا الجنوبية دفعة نقدية مقابل استيراد النفط الإيراني.
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تدخر أي جهد أو دعم لتطوير العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع تركيا في إطار المنظمات الإقليمية مثل «أكو» و«كومسك» ومجموعة «دي 8».
وعبّر ظريف خلال استقباله أمس في طهران وزير التنمية وشؤون البنى التحتية التركي جودت ييلماز، عن ارتياحه لمسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين. وأكد أهمية العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا كبلدين جارين ومسلمين.
من جانبه، أشار وزير التنمية التركي خلال اللقاء إلى المحادثات التي أجراها خلال الأيام الثلاثة الماضية في إطار لجنة التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين، وأعرب عن ارتياحه للمحادثات البناءة واجتماعات اللجنة المشتركة.
وأعرب الجانبان عن أملهما بتوافر الأرضيات المناسبة لنجاح زيارة رئيس الجمهورية الإيراني لتركيا، في ظل تحقيق الاتفاقيات الممتازة من خلال لجنة التعاون الاقتصادي المشترك.
من جهته، قال مساعد وزیر الخارجیة في الشؤون العربیة والأفریقیة حسین أمیر عبداللهیان، إن طهران ترحب بالتعاون الجماعي الشامل فی منطقة الخلیج العربي، موضحاً أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة شریك قوي وموضع ثقة لجمیع دول الجوار.
وأشار أمیر عبداللهیان أمس إلی زیارة وزیر الخارجیة الایراني لدولة الإمارات ولقائه المسؤولین الإماراتیین، وحضوره الاجتماع الثاني للجنة الاقتصادیة المشترکة العلیا بین إیران والإمارات، قائلاً إن المحادثات الأخیرة واتفاق وزیر الخارجیة الإیراني مع المسؤولین الإماراتیین کان بناءً وحیویاً. وشدد على أن دول المنطقة بإمکانها فقط، وعن طریق تطویر التعاون الشامل والتبادل الواسع، أن تحقق التقدم والأمن المستدام.
وأضاف أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة تُعدّ شریکاً قویاً وموضع ثقة لکافة الدول المجاورة .
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية أنّ رد القوات المسلحة سواء الجيش أو الحرس الثوري أو الأمن الداخلي أو وزارة الدفاع وكذلك التعبئة الشعبية، على أي تهدد من الأعداء، لا يمكن تصوره، معتبرةً أن الاقتدار الدفاعي والجاهزية الشاملة للقوات المسلحة لمواجهة التهديدات يبعثان على الأمن والاستقرار الوطني ويزرعان اليأس والإحباط في جبهة الأعداء في الوصول إلى أهدافهم.
(الأخبار، أ ف ب)