شيعت بلدة كفرشوبا الجنوبية، أمس، الشاب هادي قصب (23 عاماً)، الذي كان قد قُتل قبل ثلاثة أسابيع في الولايات المتحدة في ظروف غامضة. فقصب وُجد مقتولا في غرفته في جامعة «MIT» حيث كان ينتظر تخرجه في أيار المقبل، وقبل الحادثة نشر بحثاً على موقع الجامعة حول «التخفيف من استهلاك وقود الطيران وتخفيف ضجيج الطائرة والانبعاثات منها». لا شيء محسوما حتى الآن حول دوافع مقتل الشاب، لكن ثمة إشارات لدى ذويه، وبعض الذين شاركوا في التشييع أمس، مفادها أن «مقتل الشاب سببه التفوّق الدراسي في مجال اختصاصه التكنولوجي».
لهذا السبب رُفعت لافتات على طول الطريق إلى البلدة، تطالب الدولة اللبنانية بفتح تحقيق بالحادثة، وعدم الاعتماد على السلطات الاميركية في التحقيقات، التي «أرادت انهاء المسألة من خلال تقرير طبي أرسل إلى ذويه، يشير إلى أن ابنهم قضى مسموماً داخل غرفته في ظروف غامضة». والد الشاب الفقيد، صائب قصب، قال إن «مثل هذا التقرير (الأميركي) هو لتمويه أسباب وفاة ابننا، الذي لم يكن همه سوى الدراسة، وأثبت ذلك في الفرع الذي أراد الاختصاص فيه من خلال درجته التي وصلت الى «A+»، والتي لم يصلها أي من طلاب المعهد خلال السنوات الأربع التي مرت على إنشاء هذا الفرع في الجامعة». يستغرب كيف يمضي يومان على وفاة ابنه داخل الغرفة دون ان تعلم الادارة، فـ«المشرف على هادي لم يكن يفارقه سوى عند دخوله الغرفة». لا يستبعد الوالد فرضية ان يكون ابنه قد قُتل «بعدما شعرت ادارة الجامعة بان هادي اصر على مغادرة الجامعة، لان المشرف عليه كان قد حذره من السفر الى لبنان، لكن هادي لم يدرك معنى هذا التحذير، بل أصر على العودة الى بلده لحضور حفل تخرج شقيقته في ثانوية صيدا».
من جهته، يقول خال الفقيد، زياد البزري، إن «هناك الكثير من الغموض الذي يلف قضية مقتل ابننا، فادارة الجامعة بعثت برسالة تعزية عادية، اما المشرف الذي كان يلازمه، فلم يرسل تعزيه، بل شطب اسم هادي من جميع اللوائح التي كان على رأسها كطالب متفوق، كأنه لم يكن». ويضيف البزري: «المسؤولية في جميع الاحوال تقع على عاتق الجامعة وامنها، لان امن الجامعة تابع لامن وكالة الناسا، ولأن جميع الطلاب تحت عين الامن، وهذا يعني أن كل المسؤولية تقع على الجامعة». ولفت رئيس بلدية كفرشوبا خلال كلمته في تأبين قصب، إلى أن ما تعرّض له الشاب هو «عملية اغتيال»، مطالباً الدولة اللبنانية «بتأمين فرص عمل للشباب الذين يهربون الى الاغتراب، وهي مطالبة اليوم بفتح تحقيق». ولفت القادري إلى أن نتائج كشف الطب الشرعي في لبنان أثبتت أن قصب «كان قد تعرض للضرب نتيجة وجود كدمات في جميع أنحاء جسده، فيما تقرير الطب الشرعي الأميركي يقول إن الشاب قضى مسموماً... هذا يستدعي فتح تحقيقا من قبل السلطات اللبنانية».