رغم إجماع ألوان الطيف السياسي اليهودي، في إسرائيل، على استراتيجية العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا ان ذلك لا يعني عدم تعزيز العلاقات مع دول عظمى أخرى، وخاصة في ظل حالة التراجع التي تظهرها الولايات المتحدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، على الأقل من منظور اسرائيلي، فكيف إذا كانت تلك الدولة مثل الصين الآخذة بالتصاعد.
على هذه الخلفية، يتوجه طاقم برئاسة رئيس المجلس الأمن القومي، يوسي كوهين، خلال الأسابيع المقبلة إلى الصين حيث سيجري محادثات استراتيجية مع مسؤولين رفيعي المستوى.
وبحسب تقارير اعلامية اسرائيلية، ثمة من يعتقد في تل أبيب أنه رغم عدم وجود بديل للعلاقات المميزة مع واشنطن، إلا أنه ينبغي عدم تجاهل الصين كدولة عظمى ينبغي تعزيز العلاقات معها.
الى ذلك، تدير اسرائيل محادثات استراتيجية مع عدد من الدول المفتاحية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا، اضافة الى بريطانيا وايطاليا وروسيا، حيث تتناول العلاقات مع هذه الدول القضايا السياسية والأمنية.
أما العلاقات مع الصين فهي اقتصادية، وبالتالي لا تستطيع اسرائيل أن تتعاون معها في قضايا جوهرية تتصل بالأمن، بسبب اتفاقات والتزامات بمشاريع مشتركة مع الولايات المتحدة ومع دول مفتاحية في الغرب.
مع ذلك، قرر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قبل عدة سنوات، تعزيز العلاقات مع بكين، سواء على الصعيد السياسي، انطلاقاً من أهمية الصين في الساحة الدولية في الصراع ضد ايران النووية، أو على المستوى الاقتصادي.
وأفادت صحيفة «اسرائيل اليوم»، المقربة من نتنياهو، أن رئيس الحكومة الصينية، دعا نظيره الإسرائيلي إلى زيارة الصين، بعد زيارة له قبل نحو نصف سنة. لكن الأخير رفض ذلك بسبب زياراته المخطط لها للولايات المتحدة وأميركا الجنوبية.
هذا وسيرأس كوهين البعثة الاسرائيلية، وهو الذي كان يتولى منصب نائب رئيس الموساد، ويدير الملف الايراني في مكتب رئيس الحكومة. ويقيم كوهين علاقات واسعة مع رجال الاتحاد الأوروبي، ويقود مسار تطبيع العلاقات مع تركيا، ويدير العلاقات الاستراتيجية الاسرائيلية مع دول عربية ومع شركاء استراتيجيين، بمن فيهم الصين.