أمسك «الكتائبي» جورج جريج بمقاليد السلطة في نقابة المحامين في بيروت، محققاً فوزاً كاسحا ًعلى «العوني» فادي بركات، وبفارق أصوات كبير، ظهر أولاً في جولة انتخابات العضوية وبلغ 1029 صوتاً، ثم ظهر جلياً في الأخيرة على منصب النقيب، فنال جريج 2662 صوتاً، مقابل 1439 صوتاً لبركات. فارق لم يسبق لنقابة المحامين في كلّ دوراتها الانتخابية السابقة أن شهدت مثيلاً له.
انتخابات العضوية حملت انتصاراً لخيار سياسي، تجلّى بفوز ثنائي قوى 14 آذار جريج وسميح بشراوي، وبركات والمستقلّ ناضر كسبار، في حين حلّ مرشّح «حركة أمل» حسين زبيب رديفاً، بفارق 17 صوتاً فقط عن كسبار.
هذه الانتخابات أطاحت ميثاق الشرف الموقّع بين المحامين، والقاضي بتمثيل كلّ الطوائف. فبعد خروج «الدرزي» منذ عام 2006، أتى دور «الشيعي» بخروج حسين زبيب. وقد رفض زبيب أن ينسحب النقيب نهاد جبر له كي يُكمل ولايته المتبقّية في مجلس النقابة كعضو، وهي سنة واحدة.
بهذه النتيجة، باتت خريطة مجلس النقابة موزّعة على الشكل الآتي: «كتائبيان» هما جريج وجورج اسطفان، «عونيان» هما: جورج نخلة وبركات، «قوّاتيان» هما بيار حنّا وفادي مسلّم، وقوّاتي سابق هو بشرّاوي، «مستقبلي» واحد هو توفيق نويري، وأربعة مستقلّين هم أنطونيو الهاشم، وكسبار، ووجيه مسعد، والنقيب جبر الذي بقيت له سنة واحدة كعضو في المجلس.

سر الصندوق رقم 2

كان يمكن هذه الانتخابات أن تأخذ منحى آخر لو انسحب بركات من المعركة على منصب النقيب لصالح كسبار، لأنّ تكاتف المستقلّين الذين اقترعوا لمصلحة كسبار مع العونيين وقوى 8 آذار كان يمكن أن يضيّق الفارق الكبير مع قوى 14 آذار، إنْ لم يغيرها رأساً على عقب، غير أنّ البعد السياسي للمواجهة بين العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل لم يسعف بركات للانسحاب، فبقي مستمراً في ميدان المعركة رغم كلّ المساعي التي بذلها رفاقه وحلفاؤه لسحبه.
وجرت محاولات ومفاوضات لثني بركات عن الاستمرار في ترشّحه باءت كلّها بالفشل، ونجحت في إقناع كسبار في العدول عن قراره، واستغرق الأمر أكثر من ثلث ساعة لاتخاذ الموقف النهائي، فكان أن حدثت المعركة الفاصلة بين جريج وبركات، مع أنّ النتيجة كانت محسومة سلفاً للأوّل وفقاً لما آلت إليه انتخابات العضوية.
الجدير بالاشارة أنّ جريج، وهو النقيب الثامن والأربعون، كتب مقالاً في «النهار» أعلن فيه استقالته من حزب الكتائب، غير أنّ ذلك لم يتوافق مع مسار الانتخابات في يومها الطويل أمس، حيث أصرّ الرئيس أمين الجميل على الحضور والمشاركة في التصويت كمحام مسجّل في الجدول العام للنقابة. واعتلى الجميل منصّة التتويج فور اعلان النتيجة النهائية، والتقط الصور مع مرشّحه الكتائبي، رافعاً يده تعبيراً عن انتصاره على مرشح ميشال عون.
في الواقع، أعطت مواكبة الرئيس الجميل لهذه الانتخابات دعماً قوياً لجريج، وهو ما تجلّى بوضوح في الصندوق الرقم 2 الذي أدلى فيه الجميل بصوته إلى جانب 155 محامياً من كبار السنّ، إذ كانت «مونته» واضحة على كثيرين منهم، فنال جريج 90 صوتاً في العضوية مقابل 33 صوتاً لبركات، ولم تتعدّل الاصوات في انتخابات النقيب، إذ حصل الاول على 89 صوتاً والثاني على 32 صوتاً من أصل 127 محامياً.
ومن المفارقات الانتخابية للصندوق الرقم 2 الشهير، أنه هو الذي أهدى كسبار الفوز بالعضوية. فبعدما كان زبيب متقدّماً عليه بفارق 34 صوتاً، إذ كان رصيد كسبار 1410 أصوات، مقابل 1444 صوتاً لزبيب، جاءت نتيجة الصندوق الرقم 2 لتقلب الوضع برمّته، إذ تبيّن أنّ هناك 77 محامياً من المتقدّمين في السنّ صبّوا أصواتهم لكسبار، فيما نال زبيب 26 صوتاً فقط، ليرتفع مجموع كسبار إلى 1487 صوتاً، مقابل 1470 صوتاً لزبيب، ويدخل الأوّل إلى مجلس النقابة ويبقى الثاني رديفاً.

خطوات غير محسوبة

جرت الانتخابات في «قاعة الخطى الضائعة» في قصر العدل في بيروت، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة اتخذتها مجموعة حماية قصر العدل في قوى الأمن الداخلي وفصيلة طريق الشام وعناصر من وحدة القوى السيّارة.
ومنذ اللحظة الأولى لفتح صناديق الاقتراع الاثنين والثلاثين المنتشرة، كانت الأجواء توحي بأنّ المحامين على موعد مع معركة طاحنة، في ظلّ وجود مرشّحين أقوياء للعضوية والنقيب. وكانت كلمة السرّ الانتخابية تشير إلى ضرورة تشتيت الأصوات بين المرشّحين للعضوية من دون السماح للمتطلعين إلى منصب النقيب بأن يمرّوا بسهولة، لقطع الطريق عليهم ومنعهم من الاستمرار، وهذا ما حصل بالفعل، فتمّ استبعاد اندره الشدياق من العضوية، فحلّ سادساً في الترتيب العام بمجموع 1414 صوتاً، وكاد الوضع ينجح مع كسبار لعلم المفاتيح الانتخابية في نقابة المحامين من نقباء سابقين تحديداً، أنّ انحسار المنافسة على مركز النقيب بين جريج وبركات يعطي الأرجحية للأوّل، وهو ما حصل بالفعل.
وفي استخلاص سريع لبعض صناديق الاقتراع يمكن الوصول إلى النتيجة الآتية:
• لم يلتزم بعض المحامين باللائحتين الموجودتين والتابعتين لفريقي 8 و14 آذار، فشكّلوا لوائحهم الخاصة بأن زادوا عليها ما حلا لهم من الأسماء التي قد تكون متناقضة سياسياً مثل الصندوق الرقم واحد حيث حملت أوراق أسماء «كسبار وجريج وبركات وبشراوي»، أو «علامة والشدياق وجريج وكسبار»، أو «كسبار وبركات وعلامة وطربيه»، أو «الشدياق وبشراوي» فقط، أو «الشدياق وجريج» فقط.
• حضور حزبي كبير في صناديق الشباب التي تحمل الأرقام 30 و31 و32.
• أدّى تصويت قوى 14 آذار للمحامي سعيد علامة إلى رفع رصيده ليصل إلى 1203 أصوات، وهو كان مفاجأة الانتخابات مع المرشح الآخر عزيز طربيه الذي ترشّح للمرّة الأولى للعضوية والنقيب معاً وجمع 1134 صوتاً، وهو رقم مهمّ في الانتخابات النقابية.
• لم تخل بعض الأوراق من التزمت الطائفي، فاقتصر وضع الأسماء فيها بطريقة طائفية خلافاً لما ينادي به ميثاق الشرف الموقّع بين المحامين بوجوب أن يكون التمثيل جامعاً للمسيحيين والمسلمين على حدّ سواء.
وقد استقرّت نتيجة التصويت على الشكل الآتي:
جورج جريج: 2641 صوتاً، سميح بشراوي: 2132، فادي بركات: 1612، ناضر كسبار: 1487، حسين زبيب: 1470، اندره الشدياق: 1414، سعيد علامة: 1203، عزيز طربيه 1134، مطانيوس عيد 263، فرنسوا الجميل 225، حسان الزيّات 181، ووجدت 30 ورقة بيضاء، وألغيت 11 ورقة. وبلغ عدد المقترعين 4794 محامياً.
وشارك في انتخابات النقيب 4204 محامين توزّعت أصواتهم بين جريج 2662، وبركات 1439، وكسبار (منسحب) صوت واحد، و67 ورقة بيضاء، و34 ورقة ملغاة.



دخان وغبار وحسناوات

• اصطفّ المرشّحون بعضهم إلى جانب بعض عند المدخل المواجه لمبنى الأمن العام لاستقبال الناخبين وتذكيرهم بوجودهم.
• نال النقيب جريج أعلى معدّل في كلّ صناديق الاقتراع، ولم يتقدّم عليه أحد من باقي المرشّحين في أيّ صندوق.
• خرق المحامون قانون منع التدخين، إذ لم يكف الغبار المتصاعد من ورشة الترميم الجارية في «قاعة الخطى الضائعة»، فأضاف عليه المحامون دخان سجائرهم.
• تشكّلت الماكينة الانتخابية للمحامي سعيد علامة من فتيات حضرن بكثافة على الأرض وتميّزن بلباسهن الموحّد ومظهرهن الحسن. وتبيّن أنهن تابعات لإحدى الشركات المتخصصة في هذا النوع من الخدمات.
• أكّد المحامي نبيل طوبيا لـ«الأخبار» أنّه مرشّح قوى 14 آذار منذ الآن لمنصب النقيب في انتخابات عام 2015، وجاراه عضو مجلس النقابة المحامي وجيه مسعد.



8 آذار تفوز بنقابة أطباء الأسنان

فازت «لائحة التوازن النقابي» المدعومة من حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر في انتخابات تجديد عضوين في مجلس نقابة أطباء الأسنان، التي أجريت أمس في بيت الطبيب في فرن الشباك. وتضم اللائحة محمد قطايا الذي حاز 684 صوتاً، ورئيس تجمع أطباء أسنان قضاء صور حسن علول الذي نال 683 صوتاً. يذكر أنّ مدينة صور وقضاءها يتمثلان للمرة الأولى بعضو في النقابة. إلى ذلك، فاز مرشحو صندوق التعاضد بالتزكية بعد توافق بين القوى السياسية المتنافسة وهم: فادي ضاهر، ناصر ضو وسمير سلامة.