حتى «تعاونية صيادي الأسماك» تخلّت عن صيّادي الدالية - الروشة. لم يكن ينقص إلا التعاونية ليبقى الصيّادون وحدهم في المعركة. ففي بيان صادر عنها أمس، قالت التعاونية إنه «لا علاقة لها أو للمنتسبين إليها بكل التحركات والاحتجاجات الغوغائية وقطع الطرق، التي ينظّمها أشخاص وأصحاب مصالح خاصة، لا علاقة لهم بالتعاونية أو بمهنة صيد الأسماك، لا من قريب ولا من بعيد، بحجة الاعتراض على إغلاق ميناء الدالية للصيادين». إذاً، ها هي تعاونية الصيّادين، المعنية بتحصيل حقوق الذين تحمل اسمهم، تغسل يديها من الصيّادين أنفسهم، وتصفهم بالغوغائيين!
ما الذي يحصل؟ صيّادو الدالية، الذين غضبوا وأحرقوا بعض مراكبهم، وأقفلوا طريق الروشة الأسبوع الماضي، زاد غضبهم أمس مع بيان تعاونيتهم المذكور. أحدهم قرر أن يخرج عن صمته، وبنبرة عالية، قال: «نحن نعرف تماماً من يكون رئيس التعاونية، هو ليس إلا موظفاً عند آل الحريري، أي عند خصومنا أمام القضاء الذين يريدون طردنا من دون تعويضات، وبالتالي لا يُعبّر عن همومنا وأوجاعنا. نحن نعرف أنه خائف على معاشه، وعلى مصير أولاده في الجامعات، وبالتالي نأسف لتخليه عنا ووقوفه إلى جانب أولياء نعمته». صيّاد آخر قال تعليقاً على البيان: «هذه التعاونية أصلاً ليس لديها شرعية قانونية، رئيسها هو نفسه منذ نحو 20 عاماً، فلا تحصل انتخابات من قبل الصيادين لأعضاء التعاونية، بل هناك تعيين فقط، وبالتالي هؤلاء لا يمثلوننا... أتحدّى أعضاء التعاونية كلهم، بمن فيهم رئيسها، أن يذكر أسماء الصيادين الذين يتبرأ منهم ويقول إنهم لا يعملون في مهنة الصيد. هم يعلمون أن كل الذين شاركوا في الاحتجاجات يملكون قوارب في الميناء، وبحوزتهم «باسبورات» بحرية، وكلنا هنا مضى على وجودنا في الدالية منذ ما قبل إنشاء التعاونية». ومما جاء في البيان المذكور، أن التعاونية «تؤكد التزامها الاتفاق الذي تم مع وزارة النقل، وهي تدعو الوزارة إلى المباشرة بإزالة الردم من ممرات ميناء الدالية ليتمكن الصيادون من ممارسة مهنتهم بشكل طبيعي، ريثما تبدأ المباشرة بأعمال إنشاء الميناء الجديد... وتؤكد في الوقت نفسه أنها غير معنية بأي تحرك أو اعتراض أو احتجاجات وهمية من أي جهة أتت». إذاً، ها هي التعاونية تتماهى مع وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي، من دون أن تذكر سبب عدم إزالة الوزارة للردم التي يكاد يغمر الميناء. هكذا تنضم التعاونية، بحسب ما قال الصيادون، إلى «جوقة المصفقين لحيتان المال على حساب الصيادين الفقراء».

يمكنكم متابعة محمد نزال عبر تويتر | @Nazzal_Mohammad