حلب | بعد انعزال حلب لمدة ستة أسابيع بسبب الانقطاع الكلي للإنترنت عن المدينة، عادت الخدمة أمس، تزامناً مع فك الجيش الحصار عن المدينة. انقطاع الإنترنت عن عاصمة سوريا الاقتصادية كان بسبب سيطرة المسلحين على محطة الاتصالات في مدينة سراقب (محافظة إدلب) وطلبهم مبالغ مالية كبيرة لإعادة بث الخدمة نحو حلب. وخلّف ذلك آثاراً اقتصادية سلبية، نتيجة تعطل الكثير من الخدمات المالية والمصرفية، وعدم قدرة المواطنين على تحصيل بعض الوثائق الرسمية. وفضلاً عن ذلك، فاقم هذا الحصار الافتراضي من شعور الكثير من الحلبيين بالحصار الذي فرضه المسلحون على مدينتهم، وتقنينهم دخول المواد الغذائية والتموينية والنفطية إليها.
وأمس، عادت خدمات الإنترنت إلى المدينة، بعدما تمّ الاستعاضة عن خط اتصالات سراقب ببث فضائي. وقال مصدر في مديرية الهاتف لـ«الأخبار» إن «خدمة الإنترنت عادت إلى مقسم الجميلية بشكل كلي وستعود تدريجاً إلى بقية المقاسم في المدينة خلال أربع وعشرين ساعة».
فكّ حصار الإنترنت تزامن مع شق السيارات المدنية طريقها على طريق حلب ـــ حماة الذي بات يعرف بطريق خناصر العسكري، للمرة الأولى منذ نحو شهرين، في وقت وجهت فيه الحكومة جميع وزاراتها المعنية لاستنفار طواقهما لإرسال كميات كبيرة من المواد الغذائية والمساعدات والمشتقات النفطية إلى المدينة.
وكان الجيش السوري قد استكمل سيطرته على جميع قرى منطقة خناصر، ومنها قرى الشريط المتاخم لشاطئ بحيرة الجبول وسبختها، والتي كانت تسيطر عليها من قبل الجماعات التكفيرية.
وداخل المدينة، تصاعدت حدة الاشتباكات في محور صلاح الدين ـــ الأعظمية لأول مرة منذ ثلاثة أشهر، حيث تمكّن مسلحون أمس من التسلل إلى محيط جامع بلال والسيطرة على بعض المباني، في حين رد الجيش الوطني السوري بتعزيز القوات في تلك المنطقة. كذلك اندلعت اشتباكات عنيفة في محاور التماس حتى معبر بستان القصر.
وفي الريف الغربي والجنوبي للمدينة، استهدف سلاح الجو مقار وأرتال سيارات للمسلحين في مناطق الأتارب وبابيص والايكاردا، كما استهدف منصات لإطلاق الصواريخ ومقار للمسلحين في قرى كويرس والجديدة ورسم العبود والجابرية والمدينة الصناعية على طريق الباب في الريف الشرقي والشمالي. وفي شمال حلب، صدّت وحدات الحراسة في سجن حلب المركزي وموقع مشفى الكندي هجمات المسلحين وأوقعت إصابات في صفوفهم، وفق مصدر عسكري، فيما يحاول الهلال الأحمر العربي السوري التوسط لإدخال مساعدات غذائية إلى نحو أربعة آلاف سجين يضمهم السجن المحاصر منذ أكثر من ستة أشهر.
في موازاة ذلك، استمر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في هجماته الصاروخية على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية، من دون وقوع أي إصابات، حسبما ذكرت مواقع المدينة.
وقال مصدر في قوات «الحماية الشعبية الكردية» إن التصعيد الخطير من قبل إرهابيي «داعش» باستهداف المدنيين بالصواريخ عشوائياً «سيزيد الوحدات تمسكاً بالدفاع عن الأرض والعرض»، معتبراً أن «فشل الإرهابيين في تحقيق أي تقدم وهزيمتهم في جبهة قسطل جندو دفعاهم إلى إبراز قوتهم على الأبرياء بخطف المسافرين وقصف المدنيين».