منذ 21 يوماً، يعتصم مياومو مؤسسة كهرباء لبنان، احتجاجاً على عدم تقاضي رواتبهم. أمس، كان هؤلاء على موعد صباحي يهيّئهم للدخول في أسبوعهم الرابع. حملوا مطالبهم وتوزعوا على مراكزهم المضربين عنها منذ انقطاع لقمة عيشهم.
كان يفترض أن يكون يومهم أمس كغيره، لكن «مفاجأة» القوى الأمنية للمياومين في معمل الجية الحراري حرفت مسار الاعتصام الرمزي. هكذا، وجد المياومون أنفسهم «يمارسون» الشغب، حيث قطعوا الطرقات، طريق الجنوب باتجاهيه وأوتوستراد النهر في بيروت، وأشعلوا الإطارات. لم يكن المياومون ليفعلوا ذلك لولا تلك المفاجأة «غير السارة»، يقولون. ويضيفون إنه «عندما حضرنا للاعتصام في معمل الجية، وجدنا القوى الأمنية قد سبقتنا ومنعتنا من الدخول، بحجة أن هناك أوامر بإخراج من ليس له عمل هناك». هذا ما قالوه لهم. وأكثر من ذلك، شهد هؤلاء على «المواكبة الأمنية لعمال إحدى الشركات الخاصة BPP يدخلون إلى المعمل ليقوموا بأعمالنا».
هنا، فاضت الكأس. لم يحتمل المياومون ما حصل. نقلوا غضبهم إلى الشارع، ما دفع القوى الأمنية إلى اعتقال ثلاثة منهم، ليخرجوا في نهاية المطاف من المخفر بكفالة نائب.
لكن، ثمة «حسنة» حصلت في يوم المفاجأة، وهو تضامن المياومين في جميع المعامل والمحطات، حيث صار الاعتصام شاملاً، إضافة إلى المبنى المركزي والجية، الذوق الحراري ومحطات اللبوة وكسارة وبعلبك. كما تضامنت الاتحادات معهم، وهي الاتحاد الوطني للنقابات واتحاد نقابات عمال البناء والأخشاب واتحاد نقابات عمال البقاع واتحاد نقابات عمال الصناعات الغذائية. وقد دانت «التجاذبات السياسية والإدارية التي تتحكم بالمناقصات والتلزيمات التي تجريها الإدارات العامة والحكومية ومؤسسة كهرباء لبنان تحديداً»، معتبرة أن «هذه السياسات الخاطئة تُلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين والمياومين، وخصوصاً العاملين في مؤسسة كهرباء لبنان الذي تجلى بتحرك العاملين في شركة ترايكوم العالقة رواتبهم ومستحقاتهم بين وزارتي الطاقة والمالية».
وفي ما يخص صفقة «التراضي» التي من المفترض أن تعيد شركة ترايكوم كمتعهد، لفترة مؤقتة، فقد وصل إلى المؤسسة كتاب جديد من وزارة المالية «حول موافقتها على العقد بالتراضي وما الذي وافقت عليه وما الذي لم توافق عليه».
ويرجح أن يتضمن هذا الكتاب، الذي يدرس حالياً في المؤسسة، موافقة المالية على طلب المؤسسة بتضمين العقد بالتراضي «الحقوق التي نص عليها قانون العمل». هذا ما يرجحه البعض بانتظار ما ستعلنه المؤسسة بعد دراستها الكتاب.