ليطمئن «فحول» بلاد الأرز قليلاً، لم تطلب البولونية آنيا ليوسكا تأشيرة دخول إلى لبنان حتى الآن، ولم يصدر اي قرار عن الامن العام بمنع دخولها الى لبنان، وليس اكيدا ان ليوسكا تسعى حقا الى مضاجعة رجل يتحدّر من هذه البلاد.لماذا اذا كل هذا «الهياج» في الصحافة والاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؟ الامر ليس مفهوما، كان يمكن للصبية البولونية ان تزور لبنان وتغادره من دون ان يشعر بذلك احد، الا ان قيام الوكالة الوطنية للاعلام (الحكومية) بنشر خبر يفيد بانها «علمت» ان الامن العام رفض منح تأشيرة لها جعل الخبر ينتحل صفة الجدّية.

قررت ليوسكا مضاجعة 100 ألف رجل، من مختلف دول العالم، ولكنها لم ترسل إلى السلطات اللبنانية أي طلب في هذا الشأن. «من حيث المبدأ يحق لاي دولة ان تمنح تأشيرة او ترفض ذلك، لأن هذا قرار سيادي استنسابي... وذلك بحسب القوانين والأعراف التي تعمل وفقها كل دول العالم». هذا ما قاله مسؤول في الأمن العام، معبّرا عن غضبه من موجة «التطبيل والتزمير حول هذه القضية الخفيفة أصلاً». ويضيف المسؤول لـ«الأخبار» أن هذه القضية «أصبحت تسلية للناس، والبعض راح يتكلم عن قمع حريات وغير ذلك، رغم أن الأمن العام لم يصدر عنه أي بيان في هذا الشأن إطلاقاً. وحتى في حال حصول الموافقة على منح التأشيرة أو العكس، فإن الأمن العام يبقي هذه القرارات لديه غير معلنة، ولا يحق لأحد التدخل طالما أن كل شيء يحصل وفقاً للقانون والصلاحيات». حسناً، ربما كان على المسؤول أن يسأل الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية من أين حصلت على هذا الخبر الذي نشرته أول من أمس؟
كان يكفي أن يكون الموضوع «جنسياً» حتى يشغل الناس. بولونية تريد دخول موسوعة «غينيس» من خلال الجنس، وقد زارت أكثر من بلد حتى الآن، في حين رفضت بعض الدول منحها تأشيرة الدخول. يكفي أن يكون الحديث عن «تابو» حتى يصبح الخبر من ضمن «أكثر المواضيع مشاهدة» على بعض المواقع الإخبارية. هو الجنس الذي لا شيء ينافسه في «البيع». ثمة من يسأل، من حيث المبدأ، إن كان هناك ما يمنع قانوناً من دخول أشخاص كهؤلاء إلى لبنان؟ يمكن إيجاد مخارج قانونية لعدم تصنيف أفعال كهذه بالدعارة، بلغة القانون، أما بلغة الناس وفق قيمهم المختلفة وعاداتهم وتقاليدهم فتلك حكاية أخرى.
المسؤول الأمني، حتى ليل أمس، كان لا يزال مصدوماً من «انشغال اللبنانيين بهذه القضية الخفيفة، في ظل كل ما يعانيه اللبناني سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، وبالتالي... يا عيب الشوم». ربما فات المسؤول أن «السكس» وأحاديثه في هذه البلاد، وربما في كل العالم، يبقى أقوى و«أنفذ» من كل شيء آخر.


يمكنكم متابعة محمد نزال عبر تويتر | Nazzal_Mohammad@