رصاصة متفجرة واحدة كانت كافية لتزهق روح الشاب وسيم شحادة، ابن بلدة حوش سنيد (قضاء بعلبك). هي رصاصة ابتهاج في حفل زفاف حوّلت الأفراح إلى أتراح.
لم يتجاوز عمر الضحية 27 عاماً. ترك ولدين يتيمين، يوسف (5 سنوات) وماريا (3 سنوات).
في التفاصيل، بحسب أبناء البلدة، فإن إطلاقاً للنار حصل خلال حفل زفاف ليل السبت ـ الأحد، إذ كان أحد الشبان يُطلق النار من مسدسه الحربي ابتهاجاً بالعروسين، الا ان المسدس «روكب»، فحاول إخراج الرصاصة منه، فاذا بها تنطلق لتصيب شحادة في بطنه.
نقل شحادة إلى أحد مستشفيات المنطقة، حيث تبينت إصابته «برصاصة متفجرة أطاحت الشريان الأبهر»، بحسب ما يؤكد مسؤول أمني لـ «الأخبار»، الذي أوضح أن شحادة خضع لعملية جراحية على مدى سبع ساعات، لكنه ما لبث أن توفي صباح يوم أمس. وأوضح المسؤول الأمني أن «التحقيقات مستمرة للتأكد من هوية مطلق النار، ولا سيما أن حفل الزفاف شهد إطلاق نار من اكثر من شخص بحسب شهود عيان».
وضع الدكتور عاطف القرصيفي (خال وسيم شحادة) في تصريح لـ«الأخبار» الحادث ضمن إطار حوادث «القضاء والقدر»، وقال إن إصابة وسيم كانت نتيجة «رصاصة طائشة غير مؤكدة المصدر أثناء حفل الزفاف»، موضحاً أن العائلة «لن تتقدم بدعوى قضائية».
ردود الفعل خلال تشييع الضحية التقت على نبذ ظاهرة إطلاق النار خلال الأعراس والمآتم، لكنْ ثمة سؤال بقي يتردد: «من المسؤول عن قمع هذه الظاهرة؟».
يشدد المسؤول الأمني على أن القوى الأمنية تتابع مطلقي النار، لكنه يعزو عدم إلقاء القبض عليهم إلى «الظروف الأمنية»، وهذا «لا يعني أن جرمهم قد سقط»، كاشفاً عن توقيف أحد مطلقي النار منذ يومين في الهرمل، وغيره في مناطق أخرى.
لكن ماذا عن عناصر الأمن «والمخبرين» الذين يطلقون النار من أسلحتهم الأميرية في مناسبات مختلفة؟ يجيب المسؤول الأمني إن مديرية قوى الأمن الداخلي «لا تتهاون في ذلك»، مستنداً إلى توقيف 11 عنصراً من مكتب مكافحة المخدرات في البقاع، الذين ينفذون حالياً في بعلبك عقوبة السجن لمدة عشرة أيام، بسبب إقدامهم في حفل زفاف رئيس مكتبهم، على إطلاق النار على نحو كثيف، من أسلحتهم الأميرية، منذ قرابة الشهر في البقاع الأوسط.