بتاريخ 7/8/2013، تلقّى غسّان غصن، رئيس الاتحاد العمالي العام، خبراً سارّاً. خبر كان يعمل له منذ وقت طويل، وبذل في سبيله الغالي والرخيص. فقد اتخذ المالكون الجدد لشركة طيران عبر المتوسط TMA (آل الحريري هم المالكون الفعليون) قراراً بترقية غسان غصن إلى منصب «مدير العلاقات الحكومية والمهام الخاصة» في الشركة، وذلك تقديراً له على خدماته طوال 35 عاماً أمضاها موظّفاً لدى الشركة! في الواقع، أمضى نصفها الأخير تقريباً يتقاضى أجره من الشركة لقاء عمله في إطار نقابة العمّال ورئاسة الاتحاد العمالي العام!
من حق كل عامل يزعم غصن تمثيله أن يتساءل عن ماهية الخدمات التي استفادت منها الشركة واستدعت مكافأته. ما هي بالفعل؟ السؤال مشروع؛ لأن غصن لم يضطر إلى المداومة في وظيفته أصلاً لسنوات طويلة. هل كانت خدماته في ضبط نقابة العمال في الشركة، ومنعها من الدفاع عن مصالح من تمثّل، والنأي بنفسها عن تحرّكات طياري الشركة المصروفين بلا تعويضات، وعدم تحرّكها لمنع تشغيل طيارين أجانب محل الطيارين اللبنانيين؟ هل كانت خدماته في مسايرة الشركة في تسوية أوضاعها لدى صندوق الضمان؟ ربما؛ فغسان غصن يمثّل العمال في مجلس إدارة الصندوق، ويشغل منصب أمين السر في هيئة مكتب المجلس. أم هل كانت خدماته أكثر أهمية من خلال قيادته للاتحاد العمالي العام؟ هل هذه هي المكافأة التي وعده بها ممثلو أصحاب العمل والرساميل عندما وقف معهم ضد العمال في معركة تصحيح الأجور الأخيرة ووقّع اتفاق الإذعان «الرضائي»؟ ربما أيضاً، فقد شهد العمّال الجزء الأول من المكافأة عندما منحه رئيس الجمهورية «وسام العمل المذهّب»، بطلب من وزير العمل وتأييد من رئيس الحكومة!
ثم، ماذا يعني منصب «مدير العلاقات الحكومية والمهام الخاصة»؟ ربما الإجابة عن سر المكافأة يكمن في «المكافأة» نفسها. فهل غسان غصن كان يتولى «مهام خاصّة» لحماية الشركة وتأمين مصالحها في مجال «السياسة» و«السياسيين»؟ لا شيء مستبعد.