إقفال 40 مؤسسة يمتلكها سوريون، على طول خط شتورا - بر الياس - المصنع، بناءً على اشارة من النيابة العامة، وذلك بعد انتهاء المدة المحددة لتسوية أوضاعهم في 31 آب.
وكانت قوى الامن الداخلي قد باشرت عملية اقفال المؤسسات السورية غير المرخّصة وختمها بالشمع الاحمر. وشملت هذه المرحلة المؤسسات التي بلّغتها مخافر الدرك، ووقّع اصحابها تعهداً بالإقفال، ما لم تتم تسوية اوضاعها القانونية، وخاصة المؤسسات التي فتحت في الفترة الاخيرة بعد الازمة السورية، هذا الإجراء خلّف حالة من البلبلة لدى اصحابها وعائلات العمال الذين يعملون فيها، باعتبار ان اقل مؤسسة يعمل فيها بين 4 و5 عمال سوريين، وجدوا في عملهم لديها مصدراً لسداد ايجارات المنازل التي يبلغ متوسطها 400 دولار اميركي شهرياً.
يستغرب محمد احمد، صاحب مطعم للشاورما على الفحم، المهلة الزمنية القصيرة التي اعطيت له لتسوية اوضاعه، من ضمنها عطلة عيد الفطر وعطلة عيد انتقال السيدة العذراء، فضلاً عن العطل الاسبوعية: «الوقت اللي اعطونا اياه لا يكفي لاستصدار سجل تجاري واذاعة تجارية واجازات العمل... في ظل بيروقراطية انجاز المعاملات». ولفت الى ان هذا القرار مجحف بحق الجميع، «لم افتح محلي لأنافس غيري، لأن في البقاع كله لا يوجد فيه مطعم يقدم الشاورما والفروج على الفحم».
ابو عمار أُقفل محله بالشمع الأحمر بعدما عجز عن انجاز المعاملات في المهلة المحددة، وفشل في ايجاد مستثمر لبناني يقاسمه المطعم؛ «فإنجاز المعاملات مستحيل بشهر او بشهرين وكيف خلال 15 يوماً»، ولفت الى انه تعرض للابتزاز من قبل بعض اللبنانيين الذين حاولوا استغلال وضعه وحاجته لتسوية وضعه، وقال: «حاول البعض استغلالي، اذ طرح تسجيل المحل باسم مستثمر لبناني، واعتبارنا نحن عمالاً عنده، من دون ان يقدم جزء من كلفة المحل».
اما حسين، الذي كان يمتلك محلاً للحلويات، فلم يلحقه الاقفال، ويؤكد انه اصبح عاملاً فيه، بعدما سجله باسم صهره اللبناني ليتجاوز الاجراءات المستعصية التي على «السوري» القيام بها لتسوية وضعه.
مصدر امني اكد ان قرار الاقفال، جاء بناءً على اشارة من النيابة العامة، بعد التعهد القانوني الذي قام به اصحاب المؤسسات، إثر كتاب من المحافظ، ولفت إلى ان عدد المحال التي أُقفلت بلغ 40 مؤسسة، على ان تستكمل الاجراءات خلال الايام المقبلة. ولفت المصدر إلى ان الاجراء امني اكثر منه اجراءً اقتصادياً، وقال: «بعد تحريات واسعة إثر العبوات التي استهدفت طريق شتورا تعنايل وشتورا المصنع، تبين ان هناك عناصر من الجيش الحر تعمل في مؤسسات تجارية فتحت حديثاً على خط شتورا المصنع، من المرجح انها ساعدت في زرع العبوات».