هل المعلمون والموظفون في القطاع العام جاهزون للخروج إلى الشارع تحت عنوان تعزيز السلم الأهلي وتفويت الفرصة على الساعين لزرع الفتن والفوضى في البلاد؟ الجواب في الجمعيات العمومية التي سيعقدونها يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في المدارس والثانويات والمهنيات والوزارات والإدارات العامة.
سيناقشون توصية هيئة التنسيق النقابية بالاعتصام يوم الأربعاء المقبل أمام وزارة التربية والسرايا الحكومية في المحافظات وسيتفقون على آليات التجمع، وسط قلق وترقب مما سيطرأ في الأيام المقبلة. كل ذلك يأتي في ظل أخبار بدأت تتناقل بالتواتر عن إمكان تأخير بدء العام الدراسي الجديد، وإن كان المدير العام للتربية فادي يرق أكد أمس أنّ الأعمال التحضيرية والتسجيل في المدارس الرسمية ستبدأ الاثنين المقبل، على أن تنطلق الدراسة في 23 أيلول المقبل. وعلمت «الأخبار» أنّ الإدارة التربوية ستعقد عند الخامسة من بعد ظهر اليوم اجتماعاً تقويمياً للامتحانات الرسمية وللتشاور بشأن الظروف المرافقة للعام الدراسي.
قيادات هيئة التنسيق النقابية تقول إنّها ستدفع، بواسطة هذه الاعتصامات، الأمور باتجاه مناخ طبيعي تسد فيه النقابات والمجتمع المدني الفراغ الدستوري والسياسي الحاصل. يقولون إنّها مبادرة إجرائية مطلوبة في هذا الوقت بالذات للوقوف ضد التقاتل ولتوحيد التحرك على الأرض حول الموقف الفعلي، باعتبار أنّ الاكتفاء بإصدار البيانات لرفع العتب لا يؤدي الهدف المرجو. يستغربون غياب المبادرات المدنية الأخرى ويسألون: «متى تتحرك قوى المجتمع الحية إذا لم تتحرك الآن؟».
برأي القيادات، لا يمكن من يعتبرون أنفسهم طليعة المشاركين في تحصين المجتمع ورواد الدفاع عن وحدة لبنان أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الوضع المتفجر وما يرافقه من شلل للمؤسسات الرسمية. هم مطالبون بالضغط على المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم الوطنية وحماية الاستقرار.
الهيئة التي تواصلت بعيد الإعلان عن التحرك مع قواعدها لمست حذراً من المشاركة في أي تجمع، حتى لو كان في مكان محصور.
بعض الموظفين قالوا:«لا مانع من عقد الجمعيات العمومية للتباحث بكيفية درء الفتنة ومن أجل مزيد من التلاقي والتحاور، لكن الخروج إلى الشارع غير منطقي».
الاستعداد النفسي ليس كبيراً على غرار ما حدث في إضراب الـ 33 يوماً، فعقول الناس في مكان آخر، يقول المندوبون المتابعون على الأرض. «منحكي الاثنين بالمدرسة»، هكذا أجاب أحد الأساتذة لدى سؤال المندوب له عن رأيه بالاعتصام، في إشارة إلى أنّ «الصورة ضبابية وما منعرف شو رح يصير».