بعد أكثر من ستة أشهر على كليب «أسعد واحدة» (الأخبار 25/1/2013)، طرحت إليسا في عيد الفطر، كليب أغنية «تعبت منك» (كلمات سلامة علي والحان محمد يحيى) من إنتاج شركة «روتانا». هذه المرة، ابتعدت المغنية اللبنانية عن المشاهد الرومانسية، أو اللقطات الخيالية، وفضّلت أن تطلّ في صورة المرأة المعنّفة التي تعاني الأمرّين من حبيبها. بعد مسلسل «لعبة الموت» (بطولة سيرين عبد النور وعابد فهد وماجد المصري) الذي أراده القائمون عليه إضاءةً على تعنيف المرأة، يبدو أنّ شهية اليسا قد فُتحت على تصوير أغنية واقعية نوعاً ما، تتطرق إلى موضوع حساس يهمّ المجتمع ككلّ. يلقي كليب «تعبت منك» الضوء على سيرة نجمة تعيش وسط الأضواء والشهرة، لكن حبيبها النجم أيضاً يشعر بالغيرة منها، فيلجأ إلى أساليب العنف التي لا تنتهي. حاول المخرج سليم الترك أن يقدّم كليباً يناسب الأغنية الدرامية التي تدلّ على تدهور الحالة النفسية التي وصلتها المرأة بسبب تصرفات شريكها الغريبة. هذه المرة، لم تبدُ اليسا «سكسي» بقدر ما بدت امرأة تعاني من مشاكل مستعصية تهدّد حياتها. نادراً ما تميل المغنية نحو تلك الإطلالة، لكنها بالتأكيد أحسنت الاختيار.
يوضح سليم الترك في حديث لـ«الأخبار» أنّ فكرة الكليب تعود إلى زميله إيلي رزق الله الذي حاول أن يعالج قضية تلامس الواقع وبعيدة عن المبالغة. يشير المخرج إلى أنّ كليب «تعبت منك» قد لا يحمل أيّ جديد بمشاهده التي قد نراها في مسلسلات تلفزيونية، والأفكار ذاتها متواجدة في كل الكليبات التي تلقي الضوء على العنف ضدّ المرأة. لكن صاحب فيلم My Last Valentine in Beirut يرى أنّ الجديد في آخر أعماله، هو تطوّر صورة إليسا التي جذبت المشاهد إليها، وتقديم عمل جميل. والدليل «أنّ الكليب حقّق في الأيام الأولى لعرضه نحو 300 ألف مشاهدة». يعتبر الترك أن الأغنية الأخيرة تكملة للكليبات التي تعاون فيها سابقاً مع إليسا، فكليب «أجمل إحساس» الذي عرض قبل سنوات ولقي استحسان الناس ببساطته، ركّز على خفايا الحياة الزوجية، بينما كليب «أسعد واحدة» «مجنون» بحسب تعبير الترك. لا يرى المخرج أنّ الكليب يجب أن يحمل هدفاً معيناً من ورائه، بل إن المبتغى من الأغنية ليس حلّ المشاكل التي تعصف بمجتمعنا، بل توصيف حالة يمرّ بها الفنان، فيشارك جمهوره المتعطّش للعمل الجميل.
يعتبر «تعبت منك» كليباً عادياً ارتدت فيه اليسا فساتين من دور أزياء عالمية، بينما قصّته لم تحمل أيّ جديد، لكنه تضمّن مشهداً جريئاً يظهر كيف حاول حبيبها ضربها، فبدت اللقطة في غاية القساوة. وفي هذا الإطار، يعتبر الترك أنّ أداء إليسا التمثيلي قد تطوّر ونضج مع مرور الوقت والخبرة التي اكتسبتها أمام الكاميرا، لأن التمثيل أمر صعب والنجاح فيه ليس سهلاً. وعن جديده، يكشف المخرج أنه في طور كتابة مسلسل لبناني من إنتاج شركة «الصباح» سيعرض في رمضان المقبل، لافتاً إلى أنه لم يتمّ الاتفاق مع الممثلين الذين سيظهرون في العمل الجديد. باختصار، رغم الظروف السياسية الصعبة التي تمرّ بها المنطقة وأدّت إلى توقف الحفلات الفنية، أطلّت إليسا بكليب جديد في خطوة تعدّ بمثابة متنفّس لها، وتشجّع زميلاتها على طرح أعمالهن الجديدة، وعدم الاستسلام للواقع المرير.