اتفقنا على أن نتفق، هي حال موسكو وواشنطن حيال الأزمة السورية. الطرفان يريدان «حلّاً سياسياً وطرد الارهاب» من دون أي مسلك ملموس نحو ذلك. الموقف اللافت جاء هذه المرة من كردستان العراق، حيث هدّد رئيس الاقليم، مسعود البرزاني، بالتدخل للدفاع عن أكراد سوريا إذا «تأكد من أنباء قيام مجموعات إرهابية بمجازر بحقهم»، وإعلان النفير ضدهم. وقال البرزاني، حسب ما نقل الموقع الالكتروني لرئاسة إقليم كردستان العراق، إنه «منذ فترة تنشر بعض الأوساط السياسية والإعلامية أنباءً وإشاعات حول قيام المجموعات الإرهابية في غرب كردستان (شمال سوريا) بإعلان النفير العام ضد المواطنين الكرد، وأن الإرهابيين التابعين للقاعدة يهاجمون المدنيين العزل ويقومون بقتل وذبح نساء وأطفال منهم». وأضاف، مخاطباً الأحزاب الكردية العراقية، أنه «لغرض تقصي الحقائق والوقوف على حقيقة الأوضاع هناك، نطالب بتشكيل لجنة خاصة لتزور غرب كردستان وتتحقق من صحة الأخبار الواردة، فإذا ما تأكدت تلك الأنباء، فان إقليم كردستان على استعداد للدفاع عن المواطنين الكرد الأبرياء هناك».

خبراء للإعداد لـ«جنيف2»

في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفاق المسؤولين الروس والأميركيين، خلال اللقاء في واشنطن، على إجراء مباحثات لخبراء من الجانبين نهاية الشهر الجاري لمناقشة الإعداد لمؤتمر «جنيف2» والاتفاق على عقده في أقرب وقت ممكن. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، في أعقاب لقاء لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري، أنّ الطرفين أكدا الاهتمام المشترك بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه في وقت سابق حول عقد المؤتمر.
وفي تصريحات سبقت الاجتماع، أكد لافروف أن لدى روسيا والولايات المتحدة هدفاً مشتركاً في ما يتعلق بالأزمة السورية، ألا وهو نقل الوضع إلى المجرى السياسي وعقد مؤتمر «جنيف 2». وأضاف أنّ «الأهم خلال هذا المؤتمر سيكون تنفيذ المهمة التي طرحها قادة دول مجموعة الثماني خلال القمة في ايرلندا الشمالية، حيث دعوا الحكومة والمعارضة إلى توحيد الجهود لمكافحة الارهاب وطرد الارهابيين من سوريا».
من جهته، دعا كيري إلى إنهاء الخلافات بين البلدين والتوصل إلى اتفاق مشترك بخصوص حلّ الأزمة السورية، مشيراً إلى أن بلاده ترى أن «الحل في سوريا يجب أن يكون سياسياً، ويجب تسوية الأزمة عبر الحوار من أجل تفادي انهيار البلاد وغرقها في الفوضى». وشدّد على «ضرورة تغلب موسكو وواشنطن على خلافاتهما الحادة والسعي لإحراز تقدم بشأن الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين في سوريا». وأضاف أودّ أن أذكر «أنه في ما يتعلق بسوريا، فيما لا نتفق أنا وسيرغي دائماً بشكل كامل حول المسؤولية عن إراقة الدماء أو الطريق للمضي قدماً، إلا أننا وبلدينا نتفق على أنه بغية تفادي انهيار المؤسسات والسقوط في الفوضى فإن الجواب الأكبر هو حل سياسي يقوم على التفاوض». ولفت إلى أنّ «مؤتمر (جنيف 2) هو خطوة باتجاه هذا الحل، وأنا أتوق إلى نقاش صادق وقوي حول هذه القضايا».
من جهة أخرى، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أنّ بلاده ما زالت تحتفظ بعلاقتها الدبلوماسية مع دمشق، نافياً الشائعات التي تحدثت عن افتتاح سفارة لـ«لائتلاف» المعارض.
وأوضح المومني، في حديث صحافي، أنّ «علاقاتنا الدبلوماسية قائمة مع سوريا، والأردن ما زال يتعامل بنفس نهجه السابق»، مشدداً على أن «مواقفنا معلنة وهي التي نتمسك بها ونتحرك على أساسها».
وأكد أن بلاده «لم توافق بعد على افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ(لائتلاف) المعارض»، موضحاً أن «سوء فهم حصل حول تصريحات رئيس الائتلاف أحمد الجربا بهذا الصدد».

«أس 300» تسلّم منتصف 2014

إلى ذلك، عادت صفقة «أس 300» الروسية إلى الواجهة، بعد كشف صحيفة «فيدومستي» الروسية أنّ موسكو أجّلت تسليم منظومات الدفاع الجوي إلى سوريا حتى منتصف العام المقبل، وفق جدول تنفيذ عقود شركة «روس أوبورون إكسبورت» لتصدير المعدات الحربية، بعدما كان الموعد المحدد سابقاً للتسليم ربيع هذا العام. وعزا عضو المجلس الاجتماعي في وزارة الدفاع الروسية، رسلان بوخوف، التأجيل إلى عدم جدوى هذه المنظومة في المعارك مع المسلحين. وقال للصحيفة إن من غير المحتمل أن تحتاج إليها سوريا لرد هجوم جوي غربي.
ميدانياً، استمرت الاشتباكات في الغوطة الشرقية في دمشق، بعد استعادة الجيش السيطرة على قريتي المطاحن وحوش قبيلي. وحاولت الجماعات المسلحة التسلّل إلى المطاحن من خلال قرية دير سلمان القريبة، إلا أنّ الجيش تصدى لها. من جهة أخرى، أفادت تنسيقيات المعارضة عن اشتباكات عنيفة دارت أمس إثر هجوم عناصر مسلحة على حواجز للجيش في منطقة خان الشيح في ريف دمشق، بالتزامن مع قصف عنيف من الجيش على المنطقة. وأضافت أن مناطق في بلدة دروشا ومناطق أخرى في الغوطة الغربية تعرضت لقصف الجيش، كما تعرضت أطراف بلدة بدا في القلمون للقصف بعد منتصف ليل السبت ـــ الأحد، فيما تعرضت مناطق في زملكا للقصف أيضاً، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في مخيم اليرموك حيث حاول مسلحون الهجوم على أحد الابنية التي تتمركز فيها الفصائل الفلسطينية بالقرب من شارع لوبيا، إلا أن الفصائل تمكنت من صد المسلحين.
(الأخبار)