من المنتظر أن تصدر اليوم نتائج الفحوص المخبرية التي أخذت للطفل السوري عيسى الهواري (عام وثلاثة أشهر) للتأكد مما إذا كانت العوارض التي ظهرت عليه سببها داء السل. الطفل نزح مع عائلته قبل أكثر من عام من سوريا ويقيم معها في سهل سردة في الوزاني حيث يعمل والداه وأشقاءه في الأعمال الزراعية. لكنه منذ أيام أصيب بارتفاع في الحرارة وسعال والتهاب. والدته قصدت مستوصفاً يعاين فيه أطباء من اليونيفيل. وبعد ان فحصوه، اتصلوا بإحدى الهيئات الدولية التي تهتم بأوضاع النازحين السوريين الصحية في المنطقة. بدورها، تواصلت الهيئة مع المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة التي تولت الاهتمام بحالة الطفل.
نُقل الطفل المصاب بسيارة إسعاف من الوزاني إلى مستشفى الراعي في منطقة صيدا، حيث يقبع في قسم العزل لتلقي العلاج. عائلة الهواري البالغ عدد أفرادها 13 والذين لم تظهر عليهم العوارض ذاتها، نقلت بالتنسيق مع الأمن العام إلى نقطة المصنع حيث غادرت إلى سوريا، وذلك تحسباً لانتقال هذا الداء المعدي إلى أشخاص آخرين. وحده الوالد بقي مع ابنه عيسى لمتابعة رحلة علاجه. علماً بأنها المرة الأولى التي تظهر فيها عوارض داء السل بين النازحين السوريين في الجنوب، فيما عرفت أمراض أخرى طريقها إلى أماكن إقامتهم حيث لا تتوافر في معظمها الشروط الصحية والبيئية السليمة.
عيسى نشأ مذ كان في أسابيعه الأولى في خيمة من النايلون وسط حقول زراعية تستخدم فيها المبيدات باستمرار وترعى فيها المواشي. وتجاور الحقولَ برك زراعية ومستنقعات تتجمع حولها الحشرات. وكانت حالات من الجرب قد سجلت بين عدد من النازحين في الجنوب بين عائلات تعيش في خيم أو كاراجات ومناطق صناعية.
وبحسب نشرة وقائع صادرة عن منظمة الصحّة العالمية، فإن السل مرض معدٍ ينتشر عبر الهواء شأنه شأن الأنفلونزا العادية. ولا ينقل السل إلا الأشخاص الذين يصيبهم المرض في الرئتين. فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل المعروفة باسم «العصيّات». ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى.
ويمكن الشخص المُصاب بالسل، إذا تُرك بلا علاج، أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يراوح معدلهم بين 10 أشخاص و15 شخصاً في العام. غير أن أعراض المرض لا تظهر بالضرورة لدى كل من يُصاب بتلك العصيّات. فالنظام المناعي يقاوم تلك العصيّات التي يمكن أن تظل كامنة لمدة أعوام بفضل احتمائها داخل رداء شمعي. وعندما يضعف النظام المناعي لدى المصاب بتلك العصيّات تتزايد احتمالات إصابته بالمرض.