مرّة جديدة يتعرّض مياومو كهرباء لبنان لنوع من الـ«سلبطة» على حقوقهم. رواتب المياومين العاملين لدى شركة «ترايكوم» هي الهدف. كيف؟ الشركة المتعهدة بدأت تعدّ جداول بفواتير الهاتف لحسمها من رواتب العاملين في الشركة. بعض العاملين لن يتقاضوا راتب شهر تموز، وبعضهم سيحصل على نصف راتبه أو أقل أو أكثر... كل راتب ستُحسم منه قيمة فواتير الهاتف اعتباراً من آذار 2012 إلى اليوم. لعلّ بعض المياومين سيدفع لشركة «ترايكوم» فوق راتبه لسداد قيمة المكالمات. فهل حسم هذه المبالغ محقّ في ظل شروط عمل مذلّة ومهينة لهؤلاء العمّال؟ المفارقة أن الفواتير التي تسحبها الشركة تعود إلى آذار 2012 عندما لم تكن هي موجودة أصلاً! بحجّة الفواتير الشخصية ستسطو الشركة على رواتب المياومين عن فترات لم تكن هي موجودة فيها.
في آخر الشهر الجاري تنتهي مدّة عقد «ترايكوم» مع مؤسسة كهرباء لبنان. هذه الشركة ليست سوى وجه آخر لأعمال التعهدات التي كانت تجري في المؤسسة منذ سنوات طويلة. هذه العملية عُرفت على مدى السنوات الماضية بأعمال غبّ الطلب التي لا يتغيّر فيها العاملون مهما تغيّر المتعهد المتعاقد مع مؤسسة كهرباء لبنان. اشتُهر العاملون ضمن هذا الإطار بأنهم «عمّال المتعهد» الذين يتقاضون بدلات يومية عن الأعمال التي يقومون بها. في آب 2013، التزمت شركة «ترايكوم» كمتعهد للأعمال الإدارية وبعض الأعمال الفنية. سرعان ما تبيّن لهؤلاء المياومون أن شروط العمل التي يفرضها المتعهد الجديد عليهم «مهينة» ولا ترقى إلى مستوى شروط العمل اللائقة. فلم يكن لدى الشركة أي جداول للرواتب ما كان يؤخر سداد الرواتب لفترات طويلة «تخنق» المياومين وعائلاتهم، ولم يكن لدى الشركة أي نظام داخلي يحدّد شروط العمل لجهة الإجازات المرضية وإجازات الأعياد أو الحصول على بدل مناسب في حال العمل خلال الأيام المذكورة. كانت تجري محاسبتهم على الساعة، أي إن كل دقيقة تأخير واحدة تُحسم من رواتبهم.
وإذا ما أضفنا إلى المحسومات التي تطال رواتب المياومين من ضريبة دخل واشتراكات للضمان الاجتماعي، يتبين أن رواتبهم بلا أي حصانة، فضلاً عن كونها في أدنى مستويات الدخل الفردي في لبنان.
آخر «موضة» لدى ترايكوم كانت في إبقاء دوام عمل المياومين في شهر رمضان على حاله السابقة، رغم أن مكاتب مؤسسة كهرباء لبنان تقفل عند الثانية والنصف، لكنهم مجبورون على البقاء لساعتين إضافيتين. لم تنفع اتصالات مفتيي السنّة والشيعة الشيخ محمد قباني والشيخ أحمد قبلان في تقليص دوام العمل في رمضان.