التحقيق الذي نشرته «الأخبار» عن نيّة صاحب معمل الزجاج الأخير في لبنان إقفاله وبيع عقاراته إلى «الفطيم» لإقامة «مول»، أثار ردود فعل واسعة من جانب زبائن هذا المعمل، ولا سيما الصناعات الغذائية. وجرت اتصالات مكثّفة لثني صاحب المعمل عن تنفيذ مذكرة التفاهم الموقّعة مع «الفطيم» لهذه الغاية. وقد أسفر ذلك عن إعلان صدر عن مكتب وزير الصناعة فريج صابونجيان (لا عن صاحب المعمل) يقول إن صاحب مصنع «سوليفر» للزجاج، عزت قدورة، تعهّد أمام وزير الصناعة فريج صابونجيان ووزير السياحة فادي عبود والوزير السابق آلان طابوريان وعدد من الصناعيين وأصحاب المؤسسات التي تتعامل تجارياً مع «سوليفر» بأن «لا نية لديه لإقفال المصنع أو للبيع، حتى لو اقتضى الأمر الاستمرار في الإنتاج بخسارة»!
هذا الإعلان المبالغ فيه (إذ لا أحد يتعهد بالإنتاج بخسارة) جاء بعد مأدبة غداء جمعت المذكورين في مطعم لومايون في الأشرفية، استغلّه صابونجيان لإصدار بيان يقول فيه «إن حرباً تُشن على الصناعة، ولكن الأمل معقود على مساعي الوزير الحريص على القطاع الصناعي في لبنان». كما استغلّه لإعلان العداء للحريات الصحافية، طبعاً يقصد الصحافة غير المرتهنة لأصحاب الرساميل، فتحدّث عن «كوّة» في قانون المطبوعات تسمح بإعلام الرأي العام عن كيفية عمل صابونجيان نفسه والوزراء السابقين الذين لم يتركوا شيئاً إلا فعلوه من أجل تغليب منطق الريوع العقارية على الصناعة والإنتاج وخلق فرص العمل وتصحيح الأجور.
المفارقة أن بيان الوزير الحريص على الصناعة يؤكّد «أن سوليفر تعاني في سباق الصراع على البقاء»، ويستطرد في شرح احتضار الصناعة في ظلّه والوزراء السابقين، مشيراً الى أن «الصناعات الورقية تصرخ. وقبلها سمعنا أنين البلاستيك والألومنيوم، مترافقاً مع وجع التصنيع الغذائي المستمر، ومرارة النسيج والألبسة والأحذية وغيرها». ولكنه يأخذ على الصحافة غير المرتهنة لمصالحه وأمثاله من أصحاب الرساميل أنها أضاءت «على معاناة مرحلية تمرّ بها مؤسسة ما، فيما يحجب الحديث عن النجاحات والإبداعات التي تحققها مؤسسات كثيرة في لبنان والخارج».
(الأخبار)