بدأت المربعات «غير الأمنية» بالانتشار كما تقرر لها بعد نشاطها الأول الذي أقامته مجموعة شبابية أمام أحد مداخل المجلس النيابي، وهذه المبادرة تهدف الى خلق مساحة لمناقشة العديد من القضايا التي تُعنى بهموم الناس ومشاكلهم بالاضافة الى الطائفية المستشرية والفساد وغيرها، اضافة الى تقريب الناشطين من الناس، خصوصاً بعد حالة الانغلاق التي تعيشه العديد من المناطق بسبب بعض الأحداث الأمنية ذات المنحى الطائفي أو السياسي، وانتشار عدد من المربعات الأمنية في البلاد.
وقع اختيار المشاركين على شارع الحمراء، أما الموضوع فكان العنف الأسري (تاريخه وأشكاله)، وقد أخد القانون المقدم الى المجلس النيابي الحصة الأكبر من النقاش خصوصاً بعد ذكر حادثة مقتل الضحية رولا يعقوب على اثر ضرب زوجها لها، كما نالت قضية بتر عضو الشاب الذي تزوج فتاة من غير طائفته حصتها من النقاش من خارج سياق الموضوع. أحد الأهداف الأساسية من المربع، هو اشراك المواطنين فيه والذين كانت مشاركتهم، للأسف، خجولة، لكن الناشطين والناشطات نجحوا في لفت أنظار الكثيرين من رواد شارع الحمرا، فضلا عن اشتراك عدد منهم بالنقاش. لا خلاصة جديدة متوقعة للنقاش، الجميع متفق على ضرورة اقرار قانون العنف الأسري ــ مع التحفظ على مسألة المجلس غير الشرعي والقوانين الصادرة عنه ــ. والجميع متفق أساسا على أننا في دولة لا تحترم الحد الأدنى من مفاهيم حقوق الانسان، لكن «ما يمكننا أن نفعله لتحصيل حقوقنا من هذه الطبقة السياسية؟» يسأل أحد المشاركين في آخر الحلقة الحوارية، وهل ستسهم فعلاً هذه المبادرات في زيادة الوعي وتشجيع الناس على الانخراط في عملية التغيير؟ أم سيكون مصيرها كباقي الحراكات المدنية: ردة فعل على حادثة سرعان ما تنطفئ بعد فترة؟!. على غرار المربع غير الأمني، ورفضا للرعب الذي تنشره المواكب الأمنية للنواب في مختلف المناطق، تداعت مجموعة أخرى من الناشطين الى تنظيم مواكب غير أمنية عبر الدراجات الهوائية تنطلق الأحد 28 تموز، على ان تجوب شوارع بيروت، رافعة لافتات «ضد التمديد»، و«نعم لحماية النساء من العنف الأسري» وغيرها من القضايا مؤكدة على سلمية المواكب.