هذه المرّة، لم يكن سامر زين الدين وفدى الشعار وحدهما في الشارع. الأستاذان اللذان تعارفا للمرة الأولى، في باحة وزارة التربية، أحضرا معهما، أمس، مجد أو «ابن النضال» إلى الباحة نفسها ليصرخا بتحقيق المطلب نفسه منذ 4 سنوات: «التثبيت في ملاك التعليم الثانوي الرسمي».
لم تكتمل بعد حكاية الدفعة الثالثة من الأساتذة الثانويين الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية في عام 2008 لدخول الملاك. نحو 350 أستاذاً معينين في التعليم الثانوي بموجب المرسوم 8100، لا يزالون معلّقين بين الجامعة اللبنانية ووزارة التربية.
للمعتصمين في ذمة كلية التربية في الجامعة اللبنانية، حيث كانوا يخضعون لدورة تدريبية لمدة سنة، راتب شهر ونيّف أكمل عيده السنوي منذ أكثر من شهر. الاعتمادات المخصصة لراتب أيار والأسبوع الأول من حزيران 2012 مع بدلات النقل العائدة لهما موجودة في مصرف لبنان ولا تتجاوز 465 مليون ليرة لبنانية. هي هناك منذ ما يزيد على 6 أشهر، وتنتظر من يفك أسرها ويحوّلها إلى حسابات الأساتذة. الجواب الجاهز لدى المسؤولين في الجامعة: «عليكم انتظار الموازنة»، والموازنة عند الوزير والوزير عند الحكومة... والحكومة مستقيلة.
وفي الانتظار، يلحق بالأساتذة ضرر معنوي ومادي ووظيفي، فلا درجات ولا تدرّج، بل أدراج مقفلة على مرسوم التثبيت. أما المرسوم فينتظر تعيين رئيس لمجلس الخدمة المدنية بدلاً من القاضي خالد قباني المحال على التقاعد في شباط الفائت، والمجلس ينتظر الحكومة...والحكومة مستقيلة. والجواب غب الطلب الذي يقفز في وجه الأساتذة هو: «بسيطة.. بالدولة ما بيروح عليكن شي».
لم ينل المعتصمون أيضاً بدلات غلاء المعيشة من شباط 2012 ، وهم طالبوا وزارتي التربية والمال بدفع مستحقاتهم من تلك الزيادة. عاهدوا وزارتهم بـ«ما زالت الاعتصامات في دياركم عامرة».
رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي كانت حاضرة لتبنّي المطلب بالإسراع بإصدار مرسوم التثبيت. وقال أمين سرها نزيه جباوي إن تأخير المرسوم غير مبرر لما لذلك من تبعات مادية، «فهؤلاء الشباب لم يستفيدوا من الدرجات العشر التي نالها الأساتذة الثانويون أخيراً».
بعيد الاعتصام، وعد وزير التربية حسان دياب الأساتذة برفع كتاب إلى مجلس الوزراء يطلب فيه الموافقة على إصدار مرسوم التثبيت في ظل وجود رئيس مجلس خدمة مدنية بالإنابة، وإن اعترف بصعوبة الحصول على نتيجة كبيرة.
وبالنسبة إلى المستحقات من الجامعة، قال إنها مسألة أيام وستحل القضية خلال اللقاء بين وزير المال ورئيس الجامعة غداً الأربعاء. كذلك استنكر دياب تأخير غلاء المعيشة وطلب التنسيق بين دائرة المحاسبة في الوزارة والجامعة لإيجاد الصيغة المناسبة في أسرع وقت ممكن.