صحيح أنّ إنتاج لبنان من النبيذ لا يمثّل أكثر من 0.05% ممّا يُنتجه العالم، إلا أنّ الخبرة التي تراكمت في هذا البلد على مرّ آلاف السنين، والإقبال الكبير على الاستثمار في إنتاج هذ العصير المخمّر خلال العقد الماضي، عاملان يُعزّزان وضعيته ويدفعانه صوب ترسيخ سمعة ترتبط بالنوعية العالية.
عام 2011، أنتجت خمارات العالم 28.7 مليون طنّ من النبيذ، وفقاً لبيانات منظّمة الغذاء والزراعة (FAO) التابعة للأمم المتّحدة. تتصدّر فرنسا بطبيعة الحال اللائحة بحصّة 23% من الإجمالي، تليها إيطاليا بنسبة 16.3%. وفيما يستأثر هذان البلدان بنصف الإنتاج العالمي تقريباً، يحلّ لبنان في المرتبة الـ 45. «ترتيب لبنان لا يُفاجئ، نظراً إلى أنّ صناعة النبيذ تعود إلى آلاف السنين، وأنّ مقوّمات إنتاج النبيذ محلياً (Terroir) تُعدّ مثالية لنمو هذه الصناعة»، يقول خبراء بنك لبنان والمهجر في تقرير أعدّوه أخيراً عن هذا القطاع.
ويبلغ حجم سوق النبيذ محلياً 26.4 مليون دولار، وفقاً لتقديرات عام 2012. تستورد البلاد بقيمة 12.1 مليون دولار، وتُصدّر بقيمة 14.3 مليون دولار تقريباً.
وتتجه 29% من صادرات النبيذ اللبناني إلى المملكة المتّحدة، تليها فرنسا بنسبة 17% ثمّ الولايات المتّحدة في المرتبة الثالثة بنسبة 13%. علماً أنّ سوق الإمارات العربية المتّحدة تستقبل 5% من النبيذ اللبناني المصدّر لتكون أكبر بلد عربي مستورد لهذه السلعة اللبنانية.
وتكشف البيانات الجمركية أنّ سعر النبيذ اللبناني المصدّر إلى ارتفاع. يُبرّر هذا النمط بتصاعد أكلاف الإنتاج؛ إذ إنّ معظم مدخلات الإنتاج مستوردة باستثناء الكرمة طبعاً. وبين عامي 2009 و2012 ارتفع معدّل سعر زجاجة النبيذ اللبنانية المصدّرة بنسبة 56% إلى 7.4 دولارات.
لكن رغم ارتفاع أكلاف المدخلات الأولية للإنتاج، تبقى الأكلاف التشغيلية لإنتاج النبيذ في لبنان منخفضة، ما يجعل الاستثمار في القطاع مغرياً على المدى الطويل. وآخر الاستثمارات كان بقيمة 10 ملايين دولار عبر شراكة بين كارلوس غصن ومجموعة دبانة لتأسيس نبيذ «إكسير».
وتراوح كلفة إنتاج الزجاجة الواحدة بين 10% و25% من سعرها في سوق التجزئة، وفقاً لخبراء المصرف. وبرأيهم، على الخمارات اللبنانية «إجراء تحوّل في نشاطها صوب النوعيات العالية؛ هي غير قادرة على المنافسة بالإنتاج الضخم، وبالتالي على لبنان التخصّص في صناعة النبيذ لشريحة الذواقة».
(الأخبار)