تتكئ الحاجة أم مصطفى شعلان على عكازها وهي ترافق المحققين إلى شرفة بيتها لتروي لهم ما شاهدته صبيحة أول من أمس، عندما هاجمت زينة ع.ف. (مواليد 1964) حماتها نيلا ح.ف. (مواليد 1941) بسكين أحضرته من المطبخ وانهالت عليها طعناً حتى أردتها.
«لولا اعتمادي على العكاز في المشي بسبب كسر في قدمي، لربما كنت استطعت ثني زينة عن فعلتها، أو منعتها»، تقول الجارة وتطرق برأسها نحو الأرض، «لكنني برغم ذلك حاولت، ودفعتني واستمرت بما تقوم به، ثم لاذت بالفرار».
تمثُل المصيبة بكل تفاصيلها وتداعياتها أمام عيني ابن الضحية قاسم بيطار وزوج المتهمة زينة. لا ينفي أن زوجته «حاولت قبل أربعة أيام قتل حماتها التي هي عمتها في الوقت نفسه، وهذا ما جعلني أوقن أنها باتت تعاني من مرض نفسي، لأن شكوكها وهواجسها صارت تتزايد أخيراً من أن حماتها تتناولها بكلام مسيء أمام جاراتها. لذلك كان في بالي يوم حصول الجريمة (عند السابعة والنصف من صباح الاثنين الفائت) أن أعرضها على طبيب اختصاصي، لكن ما حصل سبقني، وحلت المصيبة فوق رأسنا». ويتساءل: «لو أنها في كامل وعيها، فهل كانت تقدم على جريمة ستضعها في السجن بقية عمرها؟».
كانت «الصبحيّة» تجمع الجارات أمام منزل المغدورة، ودكان «أم مصطفى» القريب. تُعَدّ الحاجة أم حسام أقوى بنية من جارتيها؛ فالمغدورة تعاني من مرض السكري، والثانية تتكئ على عكاز في حركة تنقلها. تمكنت في المحاولة الأولى من منع المتهمة من قتل حماتها، لكن في المرة الثانية، غادرت أم حسام ولم تكن تعلم أن نيّة الكنّة في القتل لم تزل ماثلة. رافقت زينة أم حسام إلى بيتها القريب وعادت إلى بيت حماتها في حي المشاع، أحضرت السكين وانهالت عليها طعناً. أصيبت المغدورة بست طعنات في الصدر والكتف والرقبة «لكن طعنة في رقبتها هي التي أدت إلى وفاتها الفورية»، يقول الطبيب الشرعي غالب صالح الذي عاين جثة الضحية.