ترقب وزير التربية حسان دياب المستجدات الأمنية في منطقة عبرا حتى مساء أمس، ليعلن قراره بتأجيل الامتحانات المقررة اليوم في صيدا فقط إلى يوم لاحق. وفيما أعلن دياب أنّ الوضع الأمني الحالي لا يسمح باستئناف الاستحقاق في المدينة لفت إلى أنّ الإدارة التربوية ستدرس اليوم وغداً امكانية تحديد موعد اليوم البديل. إذاً لن يتوجه الممتحنون اليوم إلى المراكز العشرة المعتمدة للامتحانات في المدينة وحارتها. وكانت الاشتباكات المسلحة المتجددة أمس الأحد بين الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني في عبرا أربكت لساعات المسؤولين في وزارة التربية وأهالي الطلاب على حد سواء. هؤلاء تسمّروا أمام الشاشات يتابعون الأخبار لمعرفة كيف ستكون وجهتهم اليوم، وخصوصاً أن الخطر بات يهدد كل الطرقات المؤدية إلى مراكز الامتحانات. أما الطلاب فلم ينعموا أمس بالراحة في يوم العطلة الوحيد المخصص لهم قبل استئناف امتحاناتهم. شُدّت أعصاب 3347 طالباً تقدموا لليوم الأول من الاستحقاق.
هؤلاء التقطوا أنفاسهم مجدداً بعدما اطمأنوا إلى أن كل شيء سيسير بهدوء ووفق ما هو مرسوم، «ما دام الأسير نفسه أعلن في خطبة الجمعة أنه سيلتزم التهدئة وضبط النفس حتى ينهي طلاب صيدا امتحاناتهم الرسمية، ومن بينهم نجلاه اللذان سيخضعان لامتحانات الشهادة الثانوية».
يومها، أعلن رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس نقل مركز تقديم الامتحانات من ثانوية عبرا إلى قلب المدينة باستحداث مركز في ثانوية البنات الرسمية الثانية في دوار المرجان.
ولأن نقل المركز كان على سبيل الاحتياط فحسب، كما يقول عباس لـ«الأخبار»، لم تكن هناك حاجة برأيه إلى نقل مركزي تقديم الامتحانات في حارة صيدا.
وفي كل الأحوال، تعهدت رئيسة لجنة التربية النيابية ونائبة صيدا بهية الحريري أمام مفتي صيدا سليم سوسان ومحافظ الجنوب بالوكالة والأجهزة الأمنية والفعاليات التربوية بضمان إجراء الامتحانات المتوسطة والثانوية في أجواء هادئة.
أمام مركز المرجان المستحدث، وقفت أمهات كثيرات ينتظرن خروج أبنائهن من الامتحان. بدا التعب واضحاً عليهن. تقول إحداهن إنّها غير مصدقة بأن ابنها قدّم الامتحانات بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت تهدد إجراءها.
يشكي بعضهن لبعض عن الضغط النفسي الذي سيطر على أولادهم بسبب التوتر الدائم في عبرا. تشير إحداهن إلى أنّ ابنتها قصّرت في الاستعداد للامتحانات ظناً منها أن الاستحقاق سوف يؤجل. هذا لم يكن حال آخرين بدوا متيقنين من أنّ قراراً كهذا لا يمكن أن يتخذ إلا في حالات استثنائية جداً على خلفية «بالحرب كان في امتحانات».
إلى ذلك، لم يستطع طالب آخر الإعداد جيداً لأن معلمة الدروس الخصوصية تقيم في عبرا ولم يستطع الوصول إليها في الأيام الأخيرة بسبب الاشتباكات.
من الآن، لا يستبعد عدد من الأهالي أن يرسب أبناؤهم، ليس بسبب التوترات الأمنية فحسب، بل بسبب الإضراب الذي نفذه المعلمون ولم يكن في حوزة المرشحين وقتاً كافياً للامتحان. وكان لتقصير الطالب إبراهيم حشيشو سبب آخر. فهو ابن الشهيد محمد حشيشو الذي سقط برصاص قناصة الأسير خلال اشتباكهم قبل أيام أمام عينيه في منزله في تلة مار الياس في حارة صيدا. الفتى لا يزال مشغولاً بتقبّل التعازي وتقبّل وضعه الجديد بأنه بات رب أسرته الصغيرة وأبا أشقائه الأطفال الثلاثة.
وكان رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس قد قام بجولة على مراكز تقديم الامتحانات الثمانية في مدينة صيدا والمركزين في حارة صيدا، وأكد أن الامتحانات سارت في أجواء هادئة. أما نسبة الغياب في كل المراكز فلم تتجاوز 2,6 في المئة. ويلفت إلى أنّ المتغيبين هم بصورة خاصة من أصحاب الطلبات الحرة.
وفي أقضية محافظة الجنوب تقدم 3487 طالباً في قضاء صور و1125 في قضاء الزهراني.