أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنه عند الساعة 14,45 من بعد ظهر أمس الأحد، تعطل خطا الزهراني ــ عرمون 220 ك.ف (الأساسي والرديف)، ومن المرجح أن يكونا قد أُصيبا خلال الأحداث الأمنية الجارية في صيدا وفق المعلومات الأولية، في ظل تعذّر وصول الفرق الفنية للكشف ميدانياً على الوضع. وقد أدى ذلك إلى انفصال معمل الزهراني بكامله عن الشبكة الكهربائية العامة، ثم انفصال باقي مجموعات الإنتاج عن الشبكة، وبالتالي انقطع التيار الكهربائي عن جميع المناطق اللبنانية، بما فيها بيروت الإدارية.
وبدأت الفرق الفنية فوراً العمل على إعادة ربط المجموعات تدريجاً بالشبكة لإعادة الوضع إلى «طبيعته» في أقصى سرعة ممكنة، على أن يُكشَف على الخطين المذكورين لتحديد أسباب تعطّلهما فور استتباب الأوضاع الأمنية في صيدا، بما يسمح بوصول الفرق الفنية إليهما.
من جهة أخرى، كانت الأيام الثلاثة الماضية الأسوأ في مناطق الجنوب؛ إذ زاد التقنين إلى ما بين 18 ساعة و20 ساعة يومياً. هذا يعني أن عدد ساعات التغذية بالكهرباء لم تتجاوز 6 ساعات يومياً، وعلى فترات متقطعة. وتقول مصادر مطلعة في مؤسسة كهرباء لبنان إن التقنين سببه عطل طارئ على أحد المحولات الكبيرة في معمل الزهراني. تصليح هذا العطل «أخذ حتى اليوم ثلاثة أيام وقد يأخذ ثلاثة أيام إضافية». هذا يعني أن معاناة سكان الجنوب لن تقتصر على الفترة السابقة، بل ستمتد حتى الأربعاء المقبل. وبالتالي إن استجرار التيار الكهربائي سيكون أكثر اعتماداً على المولّدات الخاصة المنتشرة في الأحياء التي ستستغل هذا الوضع لتزيد فاتورتها على المشتركين... أما ساكنو الأرياف الفقراء، على كثرتهم، فلن تكون لديهم القدرة على سداد كلفة المولّد الخاص، ما سيدفعهم إلى التخلّص من كل الأغذية المخزّنة في ثلاجاتهم... أما الأعمال الصغيرة والفردية، وهي منتشرة في الجنوب كما في كل الأرياف، فستزيد كلفتها، وستعمد إلى امتصاص الأعباء الإضافية التي تحمّلتها من المستهلكين.
المعروف في لبنان أن إنتاج الكهرباء لا يلبي كامل الطلب، بل هناك عجز بنسبة 41% لا يمكن تغطيته إلا من خلال زيادة الإنتاج. لكن الملاحظ أن الطلب الباقي، أي ذلك الذي يمكن تلبيته من الإنتاج الحالي، لا يتوزّع بصورة عادلة في ما بين المناطق أيضاً نظراً إلى التعدّيات والمحسوبية والمشاكل التقنية والفنية وعدم تطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في لبنان.