يعتبر موقع جبيل الأثريّ من الأهمّ في لبنان، على مساحة 8 هكتارات. الجولة في الموقع تظهر أنّه بحاجة الى حماية عدد من معالمه، فضلاً عن حراسته وتزويده بكاميرات المراقبة. باختصار هو يناشد المعنييّن «احرسوني». تنشط في الموقع أعمال ترميم البرج الرئيسي الوسطيّ للقلعة، وهي عند انتهائها ستتيح للزائرين والسائحين الوصول الى أعلى البرج والتمكّن بالتالي من رؤية جبيل القديمة. وستفتتح أعمال الترميم بعد انتهائها صفحة جديدة في هذا الموقع. ويبقى الأهمّ أن تأخذ الأعمال بعين الاعتبار جوانب أخرى من موقع جبيل تحتاج هي الأخرى الى ترميم وتأهيل وحماية.
في أحد القبور الملكيّة الفينيقيّة التسع مجموعة كبيرة ومنوّعة من زجاجات المياه البلاستيكيّة الفارغة، زجاجات العصير، أكياس الشيبس وغيرها. القبر الذي يحتوي على فتحة في أعلاه لم يسلم من أيادي زائرين ارتووا وأكلوا وشبعوا قبل أن يرموا «زبالتهم» فيه. على بعد أمتار، قبر آخر يشهد بدوره على مجموعة من زجاجات المياه الفارغة فضلاً عن جهاز Ipod لا بدّ أنّه وقع من يد أحد الزائرين.
وفي استكمال الجولة، يظهر أنّ حجارة وأساسات بعض المساكن القديمة التي تعود الى نحو 5000 سنة قد وقعت أو تبعثرت خلال مرور الزائرين والسائحين، وهي بالتالي بحاجة الى إعادتها الى أماكنها المناسبة. المشهد عينه يتكررّ مع أدراج معبد البعلة الأثريّ التي انهار جزء منها. وفي حيّ ما قبل التاريخ في الموقع، تغطّي الأعشاب أساسات المدن التي عمرها 8 آلاف سنة. هنا أيضاً انهيار أجزاء من الحائط. انهيارات بحاجة الى عالم آثار لتأهيلها وإعادتها الى شكل «ما قبل الانهيارات». كذلك فإنّ الأعشاب يجب أن تزال بطريقة بدائيّة من دون استخدام مواد كيميائيّة، لكون هذه الأخيرة تقضي على أزهار الأقحوان والخشخاش الذي يشتهر الموقع بها. كذلك أيضاً فإنّ العين تكشف انهيارات في قسم من البناء الفارسيّ في الموقع.
يبقى المسرح الروماني الشهير، ومدرجه ليس في أحسن حالاته، خصوصاً أنّ عدداً من أدراجه يهتزّ من مكانه ما يجعله عرضة للانهيار.
وبعد، بيت جبيل القرميديّ القديم المطلّ على البحر يعاني هو الآخر من انهيار جزء من سقفه بعد أن ضربت العام الماضي صاعقة قرميده من جهتين. ينتظر البيت من يعيد تأهيل سقفه وصيانته قبل أن ينهار، وهو ينتظر أيضاً تحويله الى متحف لعلوم الانسان. كذلك فإنّ شجرة البلح التي انهارت أمامه منذ نحو خمس سنوات لا تزال تنتظر من يزيلها!