أعلنت اللجنة الوطنية اللبنانية للانتقال إلى البث التلفزيوني الرقمي، أن لبنان بدأ بالاستعداد لتنفيذ التزاماته في هذا المجال وفقاً للاتفاقات الدولية بدءاً من 17 حزيران 2015. ويتطلب هذا الانتقال الحد من استيراد الأجهزة التماثلية لحين إلغائها، وحماية المستهلك اللبناني باعتماد مواصفات أجهزة الاستقبال والتوليف الرقمية المناسبة. وينبغي أيضاً تأسيس الشركة اللبنانية الموحدة للبث الرقمي وتعيين مجلس إدارتها وإصدار نظام عملها الإداري والمالي والتقني. رأى رئيس المجلس الوطني للإعلام، عبد الهادي محفوظ، أن هذا الخطوة تشكل مدخلاً لتأسيس المدينة الإعلامية في لبنان، مشيراً إلى أن الانتقال إلى البث الرقمي يحسن جودة الخدمة ونوعيتها، متمنياً أن يؤدي هذا الانتقال إلى تطوير تلفزيون لبنان الرسمي.
ويفترض وفق خطة الانتقال اعتماد البنية الأساسية لمحطات البث العائدة إليها كعمود فقري للشبكة الموحدة، فيما سيتطلب الأمر تأسيس شركة عامة للبث التلفزيوني والإذاعي يعود جزء من عائداتها إلى تلفزيون لبنان.
وشرح عماد حب الله، رئيس الهيئة المنظمة للاتصالات، أهمية الانتقال إلى البث الرقمي، مشدداً على وضع حقوق المستهلك اللبناني وحمايته في طليعة أولويات الانتقال إلى البث الرقمي.
ولفت حب الله الى ان التكنولوجيا الرقمية تتيح مجموعة من المزايا والتغييرات النوعية في قطاعي الإعلام والاتصالات. ويسمح النظام الرقمي بالاستفادة بنحو أوسع من فضاء الترددات، ويوفر قنوات وموجات إذاعية إضافيّة، ويساعد في تطوير القطاع الإعلامي وفي تحسين التغطية التلفزيونية في المناطق كافة، ويتيح إمكانيّة توزيع عدد أكبر من القنوات التلفزيونية في حيّز الترددات نفسه، والحماية من التشويش والتداخل، واستخدام بنية تحتية واحدة للبثّ، ما يخفض الكلفة.
كذلك يخلق الانتقال مجالات جديدة للاستثمار في أنظمة الاتصالات المتقدمة وخدماتها ويحرك عجلة الاقتصاد ويزيد من فرص العمل والاستثمارات الجديدة. ومما لا شك فيه أنه يخفض التأثير البيئي الممكن والحد من التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي ويمكِّن من تقديم خدمات اتصالات أخرى للمواطن كخدمات الحزمة العريضة وخدمات الهاتف المتنقل الدولي (IMT) وخدمات التلفزيون التفاعلي (Interactive TV Services)، المدفوعة (Pay TV)، والمرَمَّزة (Scrambled TV)، وخدمات الفيديو عند الطلب (Video on Demand (VOD))، وخدمة الإنترنت على منصة البث الرقمي، والخدمات التلفزيونية عبر شبكة الإنترنت، وتفعيل خدمات التلفزيون الذكي (Smart TV).
وأكد حب الله ان الانتقال إلى البث الرقمي سيؤدي الى زيادة دخل الخزينة من عائدات استعمال فائض الترددات - الفائض الرقمي Digital Dividend ومضاعفة العائدات الناتجة من استثمار قطاع البث.
وحدَّد «الاتحاد العالمي للاتصالات» التابع للأمم المتحدة شهر حزيران من عام 2015، موعداً نهائياً للانتقال من البثّ التماثلي (analog) إلى البثّ الرقمي (Digital) الأرضي. ويضع هذا الانتقال الحكومات والمحطات التلفزيونيّة أمام تحديات ضخمة، لأنّه يتطلّب تعديلات تقنيّة شاملة. وفي عام 2006، وقّعت البلدان العربيّة، بما فيها لبنان، اتفاقية جنيف التي شملت 116 بلداً لتنظيم الانتقال على مراحل. ولقد حددت هذه الاتفاقية تاريخ 17 حزيران 2015 موعداً لإنهاء الحماية عن الخدمات التماثلية، وأتاحت لكافة الدول حرية استعمال الترددات للخدمات الرقمية، وحررتها من حماية الخدمات التماثلية للدول المجاورة لها.
وهذا التاريخ هو ملزم للانتقال الكامل إلى البث الرقمي، وعلى الأقل في مناطق الحدود الوطنية، ما يوجب إنجاز عملية الانتقال إلى البث الرقمي قبل بلوغ هذا التاريخ، ولا سيما أن الدول المجاورة للبنان قد بدأت بعملية الانتقال إلى البث الرقمي.
(الأخبار)