القاهرة | «يوم النصرة»، هكذا أطلق الرئيس المصري محمد مرسي، أول من أمس، خلال خطابه في ملعب القاهرة مؤتمر «الأمة المصرية لنصرة الثورة السورية»، الذي نظّمته القوى الإسلامية، وأعلن خلاله دعم مصر «الكامل لنضال الشعب السوري»، فضلاً عن قطع العلاقات مع النظام في سوريا، وإغلاق السفارة السورية في مصر وسحب القائم بالأعمال المصري هناك. موقف الرئاسة كان مماثلاً لموقف وزارة الأوقاف التي دعا وزيرها طلعت عفيفي، خلال المؤتمر، إلى «الجهاد بالمال والنفس لنصرة أهالي سوريا».
ولم يكتفِ الرئيس المصري بالقرارات السابقة، بل أعلن تدشين حملة للهلال الأحمر المصري ومنظمات المجتمع المدني لإغاثة الجرحى واللاجئين السوريين، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر جوي على سوريا، والمجتمع الدولي إلى عدم السماح بـ«إعادة إنتاج الأنظمة القمعية».
مع ذلك، أكد مرسي رفض بلاده التدخل العسكري والأجنبي لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن «مصر تدعم سوريا الموحدة تحت قيادة جديدة منتخبة تمثل كافة أطياف الشعب السوري»، وكاشفاً عن بدئه التشاور مع الدول العربية والإسلامية لعقد مؤتمر قمة طارئ «لنصرة الشعب السوري».
رسالتان وجههما الرئيس في خطابه، الأولى لشعبه يقول فيها «يا شعب مصر أوصيكم بالعائلات السورية خيراً»، والثانية للشعب السوري قال فيها: «أيها الشعب السوري تمسك بالحرية... فليس بديلاً للحرية غير الذلة والمهانة، وأدعوكم إلى توحيد الصف والارتفاع فوق الخلافات الوقتية والتشرذم والتحزب».
وخاطب مرسي حزب الله قائلاً: «على حزب الله أن يترك سوريا. هذا كلام جاد. لا مجال ولا مكان لحزب الله في سوريا». بالمقابل، صرح مصدر عسكري لصحيفة «اليوم السابع» المصرية، بأنّ القوات المسلحة لن ترسل أي قوات لمساندة المعارضة السورية، لافتاً إلى أنّ الجيش له مهمات محددة في حماية الأمن القومي داخلياً وخارجياً، وغير معنيّ على الإطلاق بالأمور الداخلية لدول الجوار.
وأشار المصدر إلى أن الطرح الذي أورده البعض حول الدعوة إلى الجهاد في سوريا عشوائي وغير منطقي، وتنقصه الدراسة والرؤية، ويستهدف في المقام الأول توريط الجيش المصري في مستنقع من الصراعات المسلحة وحرب العصابات، التي تموّلها جهات عديدة، داخل الأراضى السورية.
أحمد مطر، القيادي الإخواني، رأى أنّ خطاب الرئيس بدت عليه «ملامح القوة ومؤشرات القدرة ورسائل الحسم»، حيث أكد «اضطلاع مصر بدورها القائد للأمة العربية والإسلامية بتوجيه الدعوة إلى قمة عربية وبتجاهل واضح واستياء تجاه إيران وبتهديد مفاجئ لحزب الله».
وفي المقابل، صرّح إسلام الكتاتني، الناشط السياسي المُنشق عن جماعة الإخوان المسلمين وابن عم رئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني، بأن قرارات مرسي المناهضة لسوريا قد تدفع إيران إلى فضح دور «الإخوان في الثورة المصرية، وستظهر ما في داخل صندوقها الأسود من معلومات عن اتصالات جرت بين الجماعة وبين حركة حماس الفلسطينية وما تلاها من اقتحامات لسجن وادي النطرون وإخراج القيادات الإخوانية من هناك، وهي المعلومات التي تمتلكها إيران من خلال استخباراتها التي تعمل داخل مصر».
وعلى مستوى ردود فعل التيارات السياسية من الخطاب، أكّد «التيار الشعبي» أنّ «الموقف الذي أعلنه مرسي، والخط العدائي الذي أدخل مصر فيه ضد سوريا، لا يليقان بقيمة مصر ومكانتها ودورها وحجم تأثيرها في محيطها العربي والاقليمي. وقالت القيادية في التيار الشعبي، هبة ياسين، لـ«الأخبار»، إنّ الموقف الرسمي للتيار هو «مناهضة النظام السوري الديكتاتوري، لكن من دون الانحياز إلى طرف غير معروف من قبيل الجيش السوري الحر، الذي يتلقى التمويل والتسليح من أطراف غير معلومة على وجه التحديد، ضد طرف معلوم هو النظام السوري نفسه».
بدوره، أكد حزب الوفد أنه مع قطع العلاقات مع النظام السوري، وهذا ما كان يدعو اليه منذ أكثر من سنة، ولكنّ لديه شكوكاً حقيقية بشأن التوقيت، بحسب ما قال وزير شؤون العلاقات الخارجية في حكومة الوفد الموازية، حسن بدراوي، مضيفاً أنّه يرفض بشدة أيّ تدخل للجيش المصري في الشأن السوري، فيما أصدرت حركة «6 إبريل» بياناً انتقدت فيه بشدة خطاب مرسي، وقالت إنّه متاجرة بدماء الشهداء في سوريا.
كذلك لم يصدر أي موقف موحد من جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم أطياف المعارضة.