يؤدّي تعطّش السوق السورية للمحروقات وتلبيته عبر الاستيراد من لبنان، إلى تبوّء هذا البلد قائمة مستوردي المنتجات الصناعية اللبنانية؛ إذ تمثّل حصّته ربع ما صدّرته البلاد في آذار الماضي. فخلال هذا الشهر سجّلت الصادرات الصناعية إجمالاً نمواً بنسبة 13.5% إلى 319 مليون دولار تقريباً. وشكّلت المنتجات المعدنية ـــ وضمنها المشتقات النفطية ــــ 21.5% من الإجمالي، بعدما ارتفعت قيمتها من ثلاثة ملايين دولار فقط، مسجّلة في آذار عام 2012، إلى 68.6 مليون دولار.واللافت أنّ سوريا وحدها استأثرت بـ98% من هذا الرقم، وهو وضع يعكس شحنات المحروقات، وتحديداً المازوت، إلى هذا البلد المنكوب بحرب شرسة مستمرّة منذ أكثر من عامين.
ووفقاً لوزارة الصناعة، فإنّ «الحجم الأكبر لصادرات المنتجات المعدنية إلى سوريا هو من مادّة المازوت، غير أنّ ذلك لا يمنع أنّ صادرات المنتجات المعدنية قد ارتفعت».
وحلّت صادرات المعادن العادية ومصنوعاتها في المرتبة الثانية، تليها منتجات الصناعات الكيماوية ثمّ الآلات والأجهزة والمعدّات الكهربائية، وأخيراً منتجات الصناعة الغذائية.
ويُشار هنا إلى أنّ قيمة صادرات اللؤلؤ والأحجار الكريمة والمعادن الثمينة (باستثناء الماس الخام وسبائك الذهب والفضة بشكلها الخامي) تراجعت على نحو ملحوظ من 58.9 مليون دولار إلى 10.9 ملايين دولار فقط، أي بنسبة تفوق 84%.
وخلال شهر آذار توجه 187.5 مليون دولار من الصادرات الصناعية ــــ أي 58.8% من الإجمالي ــــ إلى البلدان العربية، لتحلّ البلدان الآسيوية غير العربية في المرتبة الثانية باستيرادها 12.3% من الإجمالي، ثمّ الدول الأميركية والدول الأوروبية بنسبة 9.4% و9.3%.
وتفصيلياً، تصدّرت سوريا لائحة تلك الدول باستيرادها من لبنان بقيمة 79.8 مليون دولار، أي ما يمثّل 25% من الإجمالي، تليها السعودية بنسبة 8.4% ثمّ الإمارات بنسبة 8.2%.
وفي مؤشّر أكثر دلالة على حركة الصادرات الصناعية في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة عموماً، بلغت قيمة الصادرات الصناعية اللبنانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 859.3 مليون دولار، مسجّلة نمواً بنسبة 6.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبنسبة 15.9% مقارنة بعام 2011.
على مستوى آخر، استورد لبنان في هذا الشهر معدّات وآلات صناعية بقيمة 23.3 مليون دولار بتراجع بسيط نسبته 1.8%. واحتلت واردات الآلات للصناعة الغذائية المرتبة الأولى، تليها واردات آلات صناعة المنتجات المعدنية ثمّ آلات الطباعة والتجيلد.
(الأخبار)