في خطوة تمّمها السيناتور جون ماكين، الذي قال ما لم تقله الإدارة الأميركية على نحو واضح بأنّ «واشنطن قررت تسليح المعارضة السورية»، أقرّ البيت الأبيض، للمرة الأولى، بأنّ «النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي ضد معارضيه في هجمات أوقعت ما بين 100 و150 قتيلاً»، مؤكداً أن هذا الواقع «غير المعادلة» بالنسبة إلى الرئيس باراك أوباما.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس، «بعد مراجعة دقيقة وجدت أجهزة مخابراتنا أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية، منها غاز الأعصاب سارين على نطاق صغير ضد المعارضة مرات عدة في العام الماضي».
ولفت إلى أنّ بلاده ستقدّم «دعماً عسكرياً» لمقاتلي المعارضة السورية.
كما أعرب البيت الأبيض أنّه لم يتخد قراراً بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.
لكن الإدارة الأميركية لم تعلن في الحال ما إذا كانت قررت تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مشيرة فقط إلى أنها قرّرت زيادة مساعداتها لهؤلاء من المعدات غير القاتلة. كذلك أكّدت أنها لا تمتلك أدلة موثقة على استخدام الكيميائي من قبل المعارضة السورية، مشيرةً إلى أن واشنطن ستتخذ إجراءات مناسبة في هذا الشأن وفق جدولها الزمني الخاص. وأضافت واشنطن أنها أطلعت موسكو على أدلة استخدام الكيميائي من قبل النظام السوري، لكن روسيا لم توافق بعد على إطاحة الرئيس الأسد.
في موازاة ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أنّ الولايات المتحدة ستبقي مقاتلات «اف 16» وصواريخ باتريوت في الأردن بعد انتهاء مناورات «الأسد المتأهب»، التي ستختتم في أواخر شهر حزيران الجاري. وقال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن الإدارة الأميركية قررت أيضاً بعد مشاورات مع المسؤولين الأردنيين ابقاء وحدة من مشاة البحرية (مارينز) على متن سفن برمائية قبالة سواحل المملكة.
إلى ذلك، تعتزم المعارضة المسلحة استغلال فرصة اجتماع مزمع مع مسؤولين غربيين للتحذير من أن التردد المستمر في تزويدهم بالسلاح سيمنح الجيش السوري تفوقاً عسكرياً لا يمكن التغلب عليه.
وقال دبلوماسي غربي إنّ الاجتماع الذي كان من المقرر عقده يوم السبت، تم تقديمه يوماً ليعقد اليوم الجمعة. لكن ضابطا كبيراً من المعارضة السورية، مقره دمشق، قال إنّ الاجتماع جزء من سلسلة محادثات تجري منذ معركة القصير، التي وصفها بأنها «جرس انذار» للغرب.
في موازاة ذلك، يحطّ مؤتمر «جنيف 2» على جدول أعمال قمة الثمانية الكبار. إذ كشف مسؤول ألماني رفيع المستوى، أمس، أن زعماء الدول المشاركين في القمة الأسبوع المقبل في إيرلندا الشمالية، يريدون أن يتركز جدول أعمال مؤتمر «جنيف2» على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
وأشار المسؤول الألماني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن الزعماء ينوون الضغط على الرئيس الروسي بشأن توريدات الأسلحة الروسية إلى سوريا، موضحاً أن الزعماء سيحاولون حمل بوتين على استخدام «نفوذ بلاده الخاص للمساهمة في تخفيف حدة» الحرب الأهلية الدائرة في سوريا التي بدأت تأخذ طابعاً طائفياً بشكل متزايد.
في السياق، أعلن السفير الأميركي في موسكو، مايكل ماكفول، أن التعاون للتحقيق في الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا، سيكون من المواضيع الرئيسية لمباحثات الرئيسين الروسي والأميركي على هامش قمة الثماني.
من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زئيف ألكين، من موسكو أن بلاده ستنظر في إمكانية المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» في حال تسلمها دعوة للمشاركة، إلا أنّ إسرائيل لا ترى جدوى من مشاركتها.
وأكد أن إسرائيل قلقة من القتال الدائر في سوريا واحتمال زعزعة الوضع في كل المنطقة، موضحاً أن بلاده قلقة بسبب ارتباط المقاتلين المعارضين في سوريا بتنظيم «القاعدة»، إلا أنها لا تدعم نظام السوري ولها اعتراضات كثيرة عليه.
وفي موازاة الضغط من أجل الحل السلمي في سوريا، كشف دبلوماسيون غربيون أن ممثلين غربيين سيلتقون مع «رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر» اللواء المنشق سليم إدريس غداً السبت في شمال تركيا، لبحث المساعدات الجديدة المحتملة.
وأوضح دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن هويته، «إدريس بحاجة إلى مزيد من الأموال والذخيرة والأسلحة ليرسخ زعامته ويكسب صدقية بين المقاتلين».
في موازاة ذلك، أعربت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن خشيتها من تكرار إراقة الدماء في مدينة حلب على غرار ما حصل في القصير، ما يقوض جهود تحقيق السلام.
وأوضحت أنّ «كل التقارير التي اتلقاها تشير إلى زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة. هذا ليس سيناريو أو مسرحاً مناسباً للتفاوض في هذه المرحلة. هل تبدأ التفاوض مع أناس عازمين على الخروج منتصرين من صراع؟».
من جهة ثانية، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 93 الف شخص بينهم 6500 طفل على الأقل، قتلوا منذ بداية النزاع في سوريا، مشيرةً إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى كل شهر.
ودعت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي، «الطرفين إلى اعلان وقف فوري لاطلاق النار قبل أن يقتل أو يجرح آلاف آخرون».
وتابعت بيلاي في تقرير للمنظمة أن «المجازر مستمرة على مستويات كبيرة ويسجل أكثر من خمسة آلاف وفاة كل شهر منذ تموز و27 ألفاً آخرين منذ الاول من كانون الأول».
إلى ذلك، قررت الولايات المتحدة تخفيف القيود على الصادرات إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا للمساعدة في إعادة بناء مرافق البنية التحتية المدمرة، في خطوة قال مسؤولون أميركيون إنها ستساعد أيضاً في تسهيل مبيعات النفط من المناطق التي تحت سيطرة المعارضة.
وفي تطور الأوضاع في الجولان المحتل، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نسيركي، أن إدارة عمليات حفظ السلام تقدمت بطلب رسمي إلى النمسا أعربت فيه عن أملها بألا تكتمل عملية انسحاب الجنود النمساويين قبل نهاية شهر تموز المقبل. وأشار نسيركي إلى أنه لا تزال الأمم المتحدة تبذل مساعيها لإيجاد قوات بديلة تحل محل البعثة النمساوية من دول أخرى.
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الشيخ يوسف القرضاوي، وقال المتحدث باسم الخارجية، عباس عراقجي، «يبدو أن مكانتي الله تبارك وتعالى، والشيطان، قد تبدلتا لدى القرضاوي».
وأضاف المسؤول الإيراني أنّ «المتوقع والمنتظر من القرضاوي، المعروف للأسف بالأب الروحي للمجموعات التكفيرية، أن يتحرك في مسار وحدة المسلمين».
في سياق آخر، وقع تبادل لاطلاق النار بين دورية للجيش التركي ومجموعة من حوالي 500 مهرب كانوا يحاولون دخول تركيا من الأراضي السورية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)