مؤتمر العمل الدولي الذي تعقده منظمة العمل الدولية سنوياً في جنيف، بات منذ سنوات طويلة بمثابة وجهة سنوية مهمّة لما يسمّى «السياحة العمّالية». يتسابق أعضاء قيادة الاتحاد العمّالي العام طيلة السنة للفوز ببطاقة السفر وحجوزات الفنادق والتنقلات ودعوات الإفطار والغداء والعشاء والسهرات المجانية. بعضهم يفضّل أن يسوح أعزب، وبعضهم يستغل سفره ضمن الوفد الرسمي اللبناني ليصطحب أفراداً من العائلة في رحلة من العمر. هذه السنة رافقت الزوجات كلاً من: غسان غصن، رئيس الاتحاد العمالي العام، سعد الدين حميدي صقر، الأمين العام، وجورج علم، عضو هيئة المكتب.طبعاً، في ربوع جنيف الساحرة، وفي ظل المرح أو الأجواء العائلية، يحتاج قادة العمّال الى الاسترخاء، هذا من حقهم (فعلاً). لا بد من نفض غبار المعارك الطاحنة التي خاضوها الى جانب الحكومة وأصحاب العمل واللوبي الريعي والزعماء السياسيين والإقطاعيين... هل تعتقدون أن هذه المعارك صعبة؟ إنها مضنية جدّاً. هذا أمر لا يعرفه إلا الخونة الذين يعانون دائماً من عذاب الضمير. المهم، قيادة الاتحاد العمّالي العام الممثلة في الوفد الرسمي اللبناني الى الدورة 102 من مؤتمر العمل الدولي، ليست مضطرة إلى المشاركة في الحوارات مع ممثلي الحكومات وهيئات أصحاب العمل الموجودين في جنيف. هذا الحوار لا لزوم له إطلاقاً في لبنان، ولا سيما أنه يجري تحت عنوان «بناء المستقبل بالعمل اللائق». فوزير العمل سليم جريصاتي قال في كلمته في المؤتمر، وصفق له غصن وصقر وعلم، «إن لبنان يمتلك رؤية اقتصادية اجتماعية متكاملة، ويولي القضايا التي يناقشها المؤتمر أهميةً قصوى، ويتبنى مقاربات إصلاحية تشريعية وإدارية وخدماتية، بالإضافة إلى بعد تثقيفي للرأي العام، كما أن هذه المقاربات المبنية على فلسفة وطنية تستند إلى المعايير التي أرستها منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية، وهي تتجلّى من خلال بناء إطار تشاوري بين مختلف إدارات الدولة اللبنانية وفريقي أصحاب العمل والعمال من جهة، وهيئات المجتمع المدني من جهة أخرى».
هذا هو لبنان في جنيف يا جماعة.
(الاخبار)