نصر "لا بد منه"

نصر استراتيجي وخسارة اجتماعية، باختصار، طفت هذه الجملة الى السطح، وبقيت تتفتل طوال النهار والليل في عقلي وانا أتابع انتهاء عمليات القصير بعد 17 يوماً من المعارك الشرسة بنصر، وصفه الخبراء العسكريون بالاستراتيجي، كونه كان نقطة تحول في المعارك الدائرة في سوريا منذ سنتين بين المعارضة المسلحة والجيش السوري.

اذاً لا خلاف، هو نصر استراتيجي، وربما كان يجب إضافة «لا بد منه»، على طريقة «شر لا بد منه» نظرا لاضطرار المقاومة إلى المشاركة فيه. فهذا النصر سيؤسس لهوة اجتماعية حقيقية ذات طابع مذهبي بيننا وبين اخوتنا السوريين. فمهما قلنا ان المعارضة مسلحة، وهي كذلك، وإنّ غالبيتها، خصوصاً في الخارج، مرهونة لهذا الخارج، وهو صحيح، وان سوريا اليوم اصبحت ساحة معركة دولية تتعارك فيها كل اجهزة المخابرات وتستباح حدودها بهذا المعنى، إلا انه، لا شك ايضاً، انه كان في هذه المعركة هناك، على الاقل، سوري واحد، نظيف، معارض للنظام، لا يحارب لانه طائفي بل لأنه يعتقد فعلاً بالقضية التي يحارب من أجلها، اي أنه يحارب من اجل حياة افضل في سوريا واكثر عدالة واقل فسادا. هذا الرجل، كلبنانيين، بسبب مشاركة المقاومة في المعارك، خسرناه.
وهي خسارة «قرّشها» فوراً جورج صبرا، بخطاب وجهه الى مقاتلي القصير، اشبه بخطابات الصحاف لدى سقوط بغداد لجهة تحيته إلى الصمود والتصدي والخ..، لكنه قفز فورا للقول بأن «الشيعة» خسروا جيرانهم. لم يقل لبنانيين، بل قال الشيعة. وانا أظن ان الحق مع هذا الغراب.
فمهما كانت المعارضة مخردقة وجاهلة وشرسة، ففي النهاية ليسوا كلهم مقاتلين اجانب، وحين ينجلي غبار التجييش المذهبي عن خسارة هؤلاء، فإن هذه الخسارة سيعيشها هؤلاء او بعضهم على الاقل وربما اكثرهم، كمرارة مذهبية، ستتعتق احقادا تنفجر مجددا في وجوهنا او وجوه اولادنا.
هل كان من الممكن تلافي هذه المعركة؟ من معرفتنا للمقاومة نقول بثقة ان لا. فالمقاومة التي خاضت هذه المعركة لحماية «ظهرها» يصح في وصف تدخلها انه دفاع عن النفس، والدفاع عن النفس مشروع في كل شرعات حقوق الانسان. والدول تدافع عن نفسها استباقيا، فها هي صواريخ الباتريوت ينصبها الاطلسي تحسبا على الحدود التركية على سبيل المثال، وهو خط متقدم جدا «للدفاع». لكن، وبرغم ذلك، يجب القول ان هذا النصر «الاضطراري»، مغموس بخسارتنا الاجتماعية للروابط البريئة التي كانت بين الشعبين برغم بقاء سوريا في لبنان 30 عاما، بدّعت خلالها مخابراتها فينا.
حسنا. ما الذي باستطاعتنا فعله لتخفيف هذه الخسارة؟
على الأكيد ليست «الشماتة» الغبية «بأهل السنة» من قبل بعض المذهبيين المتعصبين، خاصة تلك التي جرى تداولها على الفايسبوك والتي ستزيد من عمق الهوة بين شعبين، لم تتوقف الانظمة عن التغني بكونهما شعباً واحد في دولتين، وهما ــ برأيي ــ كذلك.
كذلك، لا يبدو ان كل الكلام المتوازن والمنطقي الذي قاله السيد في خطاباته سينفع. ففي اوقاتنا
اصبحت آذان «الجماهير» كما لو انها «مصفحة»، ينزلق الكلام عنها ما عدا الكليشيهات المنتظرة من اجل التصفيق الاشبة بالتزريك للفريق الآخر.
فما العمل؟ كلبنانيين؟ لا اعرف. لكني أظن ان الجهة الوحيدة القادرة على التخفيف من مرارة الخسارة لدى الخاسرين، هي الدولة السورية نفسها. فإن قيض لها ان تنتصر في النهاية، عليها استخلاص الدروس.
فلا مناص في سوريا الغد من القيام باصلاحات حقيقية، باعطاء مساحة للحريات اوسع وبمحاربة الفساد، باجراء انتخابات حقيقية والحفاظ على هيكل الدولة الراعية «حندوقة» عين البنك الدولي.
اما شماتة الجماهير، وخصوصاً المذهبية منها، كتلك التي تبجحت على «الفايسبوك» بأن الأذان سيرفع في القصير للمرة الاولى مع جملة ان «عليا وليّ الله» المميزة للأذان الشيعي، فإنها لمن الخطورة بمكان يصيب المرء بالذهول، وتجعله يسأل فعليا: هل يصغي هؤلاء حقاً إلى خطابات السيد؟

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/11/2013 2:01:15 AM

لايصغون لكلمات السيّد وإن أصغوا فلايفقهون لأنّهم يصغون لها للسخرية وليس لاستخلاص العِبر ,كلماته المليئة بالعزّة والكرامة لاتطرق غشاء طبلهم وإن فعلت فستكون على شكل ضجيج مزعج يغلقون بعده آذانهم . هل من هؤلاء من يهمّك أمرهم ضحى !وأمّا السوري الذي يقاتل مع المعارضة ويعتقد أنها حربه ضد الاستبداد فقط فلن يمذهب وقوف حزب الله جانب النظام بل سيعتبره وحدة مصالح فكلّنا يعلم تصريحات المعارضة من فكّ ارتباطها مع حزب الله وبالتالي حزب الله يدافع عن نفسه من خلال دفاعه في سوريا وعن حماية ظهره كما قال,مايحصل في سوريا في كليّته حرب مصالح ,من يعتقد انتصاره فيها مصلحة لمذهبه أو للانتصار تمهيدا لعودة العسكر (غير أوبريت فيروز طبعا (: أو الانتصار فيها لمصلحة دول الخليج التي تؤسس لمحيط متصالح مع الكيان الصهيوني أوالانتصار فيها لمصلحة محور مقاومة الاحتلال أو لمصلحة مقاومة التطرّف المستشري في شرقنا والذي بدأ في اخطبوط القاعدة التي وصلت أذرعه لبلادنا ,أو لربّما انتصارا لعودة العالم إلى قطبين وافول القطب الواحد أو...أو ...أو...كثيرة هي القراءات التي يمكن أن نقرؤها من الحرب الدائرة في الأرض السوريّة وعلى الارض السوريّة والشكل المذهبي هو الذي أريد له أن يطفو على السطح بين أبناء البلد لأنّه الطريقة الوحيدة التي يدرك جميع قوّاد هذه الحرب من خلالها سهولة نجاح مهمّتهم ففيها غياب للعقل في حضرة الطوائف ,فهل يمكن فعلا إعادة مارد الطائفيّة إلى القمقم لنبحث في الاحتمالات الأخرى أم هو حلم جميل امتدّ لبضعة كلمات في هذا التعليق سرعان ماأصحو منه بعد الضغط على كلمة احفظ !!

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/10/2013 9:29:18 PM

100% صحيح رائعة ضحى شمس

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/10/2013 11:09:39 AM

أصبح صوت العقلاء من الجانبين خافتاإلى درجة مخيفة وطغى صوت المذهبية والطائفية والمشكلة الأكبر بأفتقار الجهتين من الشيعة والسنة إلى العلماء الذين يستطيعون التلاقي والتوافق على الخلافات الأساسية وأخذ دورهم ومكانهم المؤثر في الراي العام بدل أن يأخذ هذا المكان علماء من أحد الطرفين كل طرف يؤثر في طائفته ولا يسمعه أحد في الطرف المقابل فمهما كان هذا العالم أو الفقيه يحترم الطرف الآخر فلن يستطيع التأثير على الرأي العام وأظن أخيرا بأن اي عالم دين أو فقيه من أي جهة هو شخص متعصب لمذهبه وأفكاره ولن يستطيع سوى أن يبث الكره والحقد للطرف الآخر فوضى عارمة لابد منها حتى يذهب معها كل الخير الذي يوجد عند الطائفتين وذلك كله بسبب البعد عن روح الدين والتعلق بالقشور

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/10/2013 9:45:54 AM

سيدة ضحى، إذا كنت لا تعرفين ما العمل... فأعتقد أن العمل يجب أن ينصب على التقارب والتقريب بين المعتدلين من السنة والشيعة.. أن يكون هناك جناح سني للمقاومة... أن يكون هناك قادة سنة في حزب الله (وإن سياسياً فقط)... أن يكون هناك برامج تواصل (ترفيهية ربما) بين شباب السنة والشيعة والتركيز على النقاط التي تجمع الطائفتين... يجب على الطائفة الشيعية جميعاً أن تعي شعور السنة بالغبن والتهميش وتعمل على إزالة هذا الشعور بالعمل والمشاركة الفعلية لا الحقن الكلامية المخدرة التي يطلقها سماحة السيد حسن نصرالله أحياناً.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/10/2013 2:20:24 AM

حزب الله ،الذي شكل لوقت طويل ،خروجاً عن النص الطائفي والمذهبي ،في العالمين العربي والإسلامي ،لم يعد كذلك ،رغم كل ما يقال عن ذهابه الإضطراري الى معركة " القصير " ،فالحزب لم يذهب إلى القصير فقط ،بل ذهب "السيدة زينب " في دمشق أيضاً ، كما ذهب كذلك إلى بلدات في "حوران" جنوبي سورية ،وبالتحديد إلى قرى يسكنها "شيعة ". ولم يقتصر الأمر في هذا على "شيعة " حزب الله " بل شارك "شيعة " عصائب ألحق العراقية في التشكيل المسلح المسمى "لواء أبو الفضل العباس " . وفي التسمية ما يكفي من الدلالات التي نجد مثيلاً لها في متابعة الهتافات المذهبية الصارخة في تجمع حاشد ل"شيعة " بلدتي "نبل والزهراء " في ريف حلب أشرف على اقامته العميد محمد خضور ،قائد عمليات جيس النظام في حلب . هذه طبيعة المعركة التي ذهب إليها حزب الله ،دون لف أو دوران ، معركة لا مبرر لها أبداً ،معركة لا تحسب نتائجها في موقعه هنا أو موقعةٌ هناك ، بل في السؤال عن أي ظهر سيكون للحزب يمثله حاكم ذبح شعبه ،انها الهزيمة الإستراتيجية ......المجانية .

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/9/2013 4:02:38 PM

هل يوجد رجل شريف يقبل بهذا الإجرام ويستمر به ربما كان شريفاً في يوم من الأيام كما كان جورج صبرا ولكن على المحك تكتشف معادن الرجال لاأود مطلقاً أن يصب تعليقي في خانة مساندة أي نظام ولكن يجب أن تبقى الأرض ليكون هنالك نظام فاسد أو غير فاسد

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/9/2013 2:44:42 AM

وماذا عن مقاتلي الحزب الذين قاموا برفع راية الحسين على مسجد في القصير هل هؤلاء أيضاً لا يصغون إلى خطابات السيد؟! شو بدكن ترتقوا ت ترتّقوا! مبخوشة ومذهبية.. مش بس الجماهير!

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/11/2013 1:26:36 PM

المسجد مسجد شيعي يا خيي...ولا نسيان انو القصير فيها من كل الطوائف، حتى لو ما ترك فيها المسلحين حدا

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/8/2013 3:58:27 PM

ايه والله «عليا وليّ الله» فيها إساءة. ألا يصاب المرء بالذهول ايضا عندما يصدح مؤذن النصرة أشهد ان" نتن يااااا هو " حبيب الله. أ.بدري

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 6/8/2013 4:52:53 AM

من أهم دروس التحرير سنة 2000 مايقوله اللبنانيون أنه لما ترك الجيش اﻹسرائيلي عملاؤه ورائه لم تحصل ضربة كف واحدة مع كل ماعانته المقاومة من العملاء أكثر من اﻷسرائيليين أنفسهم بالمقاربة مع ما جرى في القصير ﻻ أتصور أن شيئاً من المخاوف التي ذكرتها الكاتبة سيحصل وربما تفاؤلي تعزز اكثر من خلال مظاهرات تركيا والتي ﻻيستطيع احد إنكار الجانب المذهبي فيه، اليوم أمريكا أمام خيارين أحلاهما مر، اﻷول، إما إن تستمر في التسعير الطائفي في سوريا عبر جورج صبرا وجماعاته وأممه وفرقه وهذا سينعكس سلبا على تركيا البلد اﻷطلسي الفاعل في معمعات سورية ولن تستطيع اﻻستمرار فيه طويلاً، الثاني، كنسلة الوظيفة القيادية المستحدثة للإخوان المسلمين في العالم العربي والتفكير بإسناد هذه الوظيفة للنيو ليبراليين الذين استفادوا ممن ظهر كأقذر منهم من الحركات اﻹسلامية.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم