«إطلاق شرارة النهضة الاجتماعية والثقافية في الشرق الوسط، عبر إلهام قرائنا ومستمعينا إلى استكشاف عالم من الاحتمالات والإمكانات. تلك هي رؤيتنا الكبيرة إلى مستقبل كبير». بتلك الكلمات، يختتم إبراهيم نعمه رئيس تحرير مجلة «ذي آوتبوست» افتتاحية العدد الصفر من المجلة الجديدة الواعدة. المجلة الفصلية الإنكليزية التي صدر عددها الأول (عدد صفر) في خريف ٢٠١٢، ثقافية، اجتماعية، اقتصادية، لكنها أيضاً سياسية، بالمعنى الأوسع من خلال طرحها الهادف إلى التغيير. «إننا مجموعة شباب سئموا الاعتماد على نُظم عقيمة، وأخذنا على عاتقنا مسؤولية إحداث التغيير» يقول نعمه.

بالطبع، ليست مصادفة أن تبصر The Outpost النور في زمن التحولات، والشعوب العربية التي تخلع حكّامها، وتنفض ظلام الديكتاتوريات، وتقرر مصيرها. إنّها وليدة ذاك المخاض الذي ما زال مستمراً حتى اليوم، وذاك الأفق المشرّع على التغيير، فكان لا بد لمجلة بنفَس شبابي تتوجه أولاً إلى القراء الشباب في العالم العربي.
انطلقت الفكرة منذ نحو عام ونصف عام. همّ جمع إبراهيم نعمه، ورأفت مجذوب (المدير الإبداعي)، قبل أن تنضم إليهما ليال حصروني (مديرة المحتوى السمعي)، بالإضافة إلى فريق الكتّاب، والمصوّرين والرسّامين العاملين في العدد الحالي. مجموعة شباب قرروا البقاء والعيش في لبنان مع نية العمل على تغيير المجتمع. اعتماد الميديا وسيطاً لم يكن إلا تلقائياً، بما أنّ فريق العمل المؤسس سبق أن عمل في مجال الصحافة والكتابة والخلق الفني. تخرّج نعمه (١٩٨٦) من إدارة الأعمال قبل أن يبدأ العمل صحافياً في مجلات محلية عدة. أما مجذوب (١٩٨٦)، فهو كاتب متخرج من قسم الهندسة المعمارية، بينما تخصصت حصروني (١٩٨٢) في الفلسفة والعلوم السياسية.
تنقسم The Outpost إلى ثلاثة أقسام ثابتة، يضاف إليها قسم «الافتتاح». تحت عنوان «ما الذي يحصل»، يلقي القسم الأول الضوء على إنجازات وإيجابيات نعايشها في محيطنا من دون أن ننتبه إليها. هكذا، ستجد مثلاً مقالاً يرافق فرقة «مشروع ليلى» في رحلتها التحضيرية إلى «مهرجان بعلبك»، وآخر يتناول تفاعل فناني الراب والهيب هوب العرب مع الأحداث السياسية الجارية، وآخر يلقي الضوء على تجربة مصمم الأزياء اللبناني العالمي زياد غانم الذي يجافيه الإعلام المحلي. ومن مصر، ستقرأ مقالاً عن منطقة الزبالين قرب القاهرة، وكيف يؤمن سكانها معيشتهم من العمل في النفايات... أما تكملة القسم الأول، فتأتي في عنوان القسم الثاني: «ما الذي لا يحصل». يتميز هذا القسم بالحسّ النقدي في مقاربة مشاكل متعددة من دون الاكتفاء بالنقد فقط. ها هو يطرح حلولاً بناءة وعملية. هكذا يلقي مقال الضوء على مشكلة العاملين الأجانب في لبنان، محاولاً طرح حلول مدروسة، ويتناول كذلك أزمة «أسبوع الموضة البيروتي»، عارضاً هيكلية جديدة كفيلة بوضعه في مصاف أهم أسابيع الموضة في العالم. ولمنهجية صنع الخبر في وسائل الميديا في لبنان، حصة من النقد والاقتراحات في المجلة. ويفرغ القسم الثالث مساحة لـ«ما الذي يمكن حصوله». يطرح هذا الباب حلولاً تسهم في تغيير الواقع. إحدى المقالات قدّمت حلاً لمشكلة زراعة الحشيش في لبنان، يغني الدولة والمزارعين عن التصادم، ويقترح توظيف النبتة في صناعات بديلة متوافرة في بلدان عديدة في العالم.
إلى جانب عنصر تقسيم «ذي آوتبوست» الذي يمنحها هوية واضحة ومميزة، لا بد من التوقف عند عنصر التصميم الغرافيكي للمجلة. بالإضافة إلى سهولة تصفحها وسلاسته، عبر الخيارات الجمالية لتصميم الصفحات، والألوان والخطوط، تعاون فريق المجلة مع المديرين الفنيين سانتوس هيناريغوس وغيما نافارو، بالإضافة إلى الرسامين جوان باز وروموالدو فورا، ما أعطى المجلة جمالية فنية خاصة. أغلبية المقالات أُرفقت برسومات فنية تجميلية، لكنّها أيضاً تتضمّن رسوماً بيانية، وإحصاءات سهلة القراءة وغنية بالمعلومات.
رغم أنّ الفترة الأخيرة في لبنان شهدت ولادة مجلات ثقافية عدة، إلا أنّ «ذي آوتبوست» بنفَسها الشبابي المؤمن بالتغيير، قادرة على إثبات نفسها مساحةَ أمل في بلد مثل لبنان يتغنى بالديموقراطية، لكنه فعلياً لم يستطع بعد التخلص من حكم الإقطاع العائلي والطائفي.
رغم أنّ «ذي آوتبوست» فصلية، إلا أنّها تبقي تواصلاً أسبوعياً مع جمهورها عبر «عرض ذي آوتبوست الصوتي» الذي يتخذ شكل تقنية بث الراديو عبر الموقع الإلكتروني للمجلة. عروض صوتية أسبوعية تقدمها ليال حصروني تغطي حكايا التنقل في لبنان، وأيام الآحاد في منطقة الدورة، وإمكانية خلق أوركسترا وطنية شبابية وغيرها من المواضيع...



http://www.the-outpost.com ـــ للاستعلام: 03/042582 - يصدر العدد الجديد في نهاية كانون الأول (ديسمبر)