حيفا | في أول مشروع كبير يكسر حالة الإجماع على مقاطعة المؤسسة الاسرائيلية والأنشطة التي تصب في خدمتها، افتتح رئيس «بلدية حيفا» الاحتلالية يونا ياهف، وعضو البرلمان الألماني وولفغانغ غيركي، وشخصيات إسرائيلية وألمانية حكومية، معرضاً فنياً أول من أمس الثلاثاء يحمل عنوان «بلاد العجائب ــ فنانون اسرائيليون وفلسطينيون: الصراع السياسي في الفن». يقام المعرض في كل من «بيت الفنانين» التابع لـ«رابطة الفنانين والنحاتين الإسرائيليين» و«الغاليري الجديد للفن المعاصر» في حيفا. ويشارك فيه حوالي 16 فناناً فلسطينياً إلى جانب أكثر من 20 فناناً إسرائيلياً، بالإضافة إلى مشاركة كاتبين هما الاسرائيلي تسفيكا شطرنفيلد وعلاء حليحل محرر موقع «قديتا» الالكتروني.
برلين ستكون محطة الافتتاح الثانية للمعرض الذي ينتقل إلى العاصمة الألمانية في كانون الثاني (يناير) 2013، وهذا ما يُرجح أنّه السبب الذي يقف وراء مشاركة الفنانين الفلسطينيين في المعرض كما علّق أحد الفنانين الذي رفض المشاركة «لقد تمّ إغراؤهم بالسفر وبأوهام الفرص الكثيرة». معظم المشاركين هم أسماء شابة وغير معروفة تقريباً باستثناء فنانين معروفين نسبياً هما عبد عابدي وأسد عزّي، وبعضهم أسماء شابة ممن تشارك دائماً في المعارض الإسرائيلية لكن بوصفهم فنانين إسرائيليين (ضرار بكري على سبيل المثال). لكنهم هنا يحضرون بوصفهم فلسطينيين في ظل رفض جزء كبير من الفنانين الفلسطينيين لهذا النوع من المعارض الذي يلمّع صورة إسرائيل ويساعدها على مواجهة حملة المقاطعة العالمية لها المعروفة بـ«حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS). بالإضافة إلى الراعي الأساسي (بلدية حيفا)، فإنّ معرض «بلاد العجائب» مدعوم أيضاً من رابطة الرسامين والنحاتين الإسرائيليين وبيت الكرمة (المركز العربي اليهودي) والاتحاد الأوروبي (شراكة من أجل السلام)، وغيرها من المؤسسات. ونجد بينها أيضاً «مؤسسة روزا لوكسمبورغ» الألمانية التي افتتحت مكتبها في تل أبيب قبل أربع سنوات بهدف دعم نشاطات الجمعيات الإسرائيلية غير الحكومية في مجالات عدة كالتربية المدنية والثقافة، و«تدعيم حقوق الأقليات»، إضافة إلى تعزيز المعرفة الواقعية والشاملة عن «إسرائيل» في ألمانيا وتزويدها بالمعلومات عن الثقافة والسياسة في إسرائيل، وغيرها الكثير من الأهداف ولاستراتيجيات «اليسارية» كما يوضح موقع «مؤسسة روزا لوكسمبرغ» الالكتروني. والمفارقة أنّ «مؤسسة روزا لوكسمبورغ» موّلت في السنوات الماضية بعض مؤتمرات «تجديد اليسار الفلسطيني» في رام الله. هذا المشروع يوجه صفعة قوية إلى الحملات الفلسطينية والعالمية الهادفة إلى مقاطعة إسرائيل في المجال الثقافي والأكاديمي، ويظهر «بلدية حيفا» التي لا يختلف أحد على عنصريتها الممنهجة بحق أهل حيفا الباقين في أرضهم في مظهر المنفتحة التي ترعى اليهود والعرب على السواء. ترى هل يستطيع واحد من المشاركين الفلسطينيين في المعرض النظر في عيني لاجئ من أهل حيفا الممنوعين من العودة الى بيوتهم وأراضيهم؟ هل سيتذكرونهم وهم ينعمون برعاية الصهيوني يونا ياهف وبلديته الخارجة من رحم التطهير العرقي؟
بروباغندا إسرائيلية
بدا الفنانون الإسرائيليون أكثر حرصاً على بث البروباغندا الإسرائيلية، وظهر هوسهم بعنصر «الصراع» الديني كلوحات هداس ريشيف (1982) التي ترسم كنيسة عربية فلسطينية في يافا (لا إشارة إلى أن الكنيسة مبنى محتل) مع إضافة رموز دينية وسياسية حولها، إذ تجمع بنيامين نتنياهو ومحمود أحمدي نجاد على اللافتة نفسها، باعتبار الاثنين رمزاً لـ«صراع ديني». وهو تنويع على وعي زائف تسوّقه البروباغندا الصهيونية باعتبار «الشعوب» تريد العيش بـ«سلام»، لكن تزمت «القادة» هو المشكلة. هكذا تغيب مسألة الاستعمار والاحتلال، ويتحوّل «الصراع» الى جنون عقائدي وتطرف ديني يشترك فيه الجميع... لا أكثر ولا أقل!
3 تعليق
التعليقات
-
تآلف المطبعينالسيد/ة محرر الأخبار، عطفا علىمقالة السيد حسام غوشة، وباختصار أرجو للقارىء/ة التفكير في التالي: مؤسسة روزا لكسمبورغ كذلك في رام الله وهي من حزب ديلنكا اللألملاني، وتمارس تمويل التطبيع، وفنانين مشاركين وخاصة السيد عبد عابدي هو من حزب راكاح المعترف تماماً بالكيان الصهيوني الإشكنازي، وعلاء حليحل من كبار المروجين للمثلية ومن كبار الداعين لسقوط سوريا. كيف يلتقي هؤلاء جميعاً! قرأت رد محمد بكري، ولكن يا استاذ بكري، هل الدفاع عن التطبيع هو بالاستشهاد بالمطبعين/ات؟ راس التطبيع كان ياسر عرفات، لكن هذا لا يدين اي فلسطيني ضد التطبيع؟ هل عضوية عزمي بشارة في الكنيست تدين المناضل الراحل منصور كردوش أو صالح برانسي؟ وهل سكنى أحمد اشقر في الكيوبتسات تدين المفكر الكبير والشاعر أحمد حسين؟ بل هل تبعية النظمة العربية تدين الشعب العربي؟ هل هذا ما أوسلك إليه الفن؟ هل تذكر قبل عدة سنوات أن الفنانين من هؤلاء وأمثال المشاركين في هذه الورطة قد اقاموا معرضا للفن في بيت القنصلة الأميركية في القدس، وكتبت أنا عنهم في نشرة كنعان الإلكترونية: الفن في حضن القنصلة.
-
يا رجل يا إيد....ممكن هم من اتباع "لازم نقعد مع الإسرائيلي لأنه بلا هيك ما فينا نصمد على أرضنا" الفنان محمد البكري. ومش تبادر وتآخر كمان سؤال، كاتب الخبر، هلأ واقفة عنده صورة الإسرائيلي داخل برواز بدو تلميع؟! طيب، شو مع فكرة الداخل والخارج؟ يعني ليش صرنا نهتم " بصورة إسرائيل للخارج (العالم) أكثر من إهتمامنا بصورة إسرائيل الداخل " محلي"؟ لأنه مثلا لا حصرا البوريتوس والشمينت والأفوكادو والتصاريح والتايم وهاداسا عين كارم والشهداء والأسرى صاروا المكون المغبّر من صورة إسرائيل في ذهننا؟ بعدين، هلأ الفنان الفلسطيني اللي شارك مع الإسرائيلية والألمان بعد بضل فلسطيني وبيعرض في بيت لحم وجنين ورام الله والا بدنا أول ما نشوفوا نعشر بأصابعنا عليه انه عميل زي ما بيقول الكاتب؟؟ بدي اجاوب على سؤالات حسام بسذاجة، آه يا عزيزي آه، أي فنان فلسطيني او (كاتب) بيطلع بوجوه الناس لاجئين او غيروا ما اللي زيّوا بيطلعوا بوجوهنا يوميا من الشرطي اللي بيتدرب بتل أبيب وبيطبق عنا للرئيس اللي بيفاوظ وبيتهبل عنا، للي زيي وزيك لما نروح على شي معرص فني او لقاء أدبي وتلاقيهم هدول اللي جبت سيرتهم، بيطلعوا بوجهك وبيجوز يجحر! لليش السؤال؟ بالطبيعي مش راح يتذكروهم، لأنهم بعد ما صاروا ذكرى " خيّا"! اللاجئين موجودين كل يوم على الصفحة الأولى من الأخبار مو اللي بتكتب فيها و موجودين في مخيمات واقفة بحلق كل الدول! و من وين هاظا الفنان بدو يجيب مشروع يشتغل فيه ويتشبق عليه "ماكل شارب نايم" اذا بنسى اللاجئين؟ شو يتذكر مثلا انه مش طالع بإيدوا الا اللي طالع بي...!!؟