مطبات الصرفند تضرّ أكثر مما تنفع
قبل أيام، اندلع حريق في خراج بلدة عدلون (قضاء الزهراني). أُبلغ مركز الدفاع المدني المسؤول عن المنطقة الحادثة، فتحركت سيارات الإطفاء من مركزها في مجمع فؤاد فيل عند مدخل الصرفند الشمالي. وبرغم أن المسافة التي تفصل بين المركز ومكان الحريق لا تتعدى الخمسة كيلومترات، إلا أنها احتاجت إلى أكثر من نصف ساعة من الوقت لكي تصل. والسبب وجود أكثر من عشرين مطباً مرورياً مرتفعاً على الطريق الذي سلكته. وكانت المطبات قد استحدثت قبل شهرين بعد وفاة فتى في الثالثة عشرة من عمره صدماً، بينما كان يمر في الطريق الرئيسية بمحاذاة منزل ذويه. عائلة الفتى وجيرانه وبعض مخاتير وأهالي الصرفند، تجمعوا احتجاجاً وطالبوا بوضع مطبات لتخفيف السرعة ومنع تكرار الحادثة التي وقع مثلها قبل عامين على بعد أمتار، وقتل فتى أيضاً بالطريقة ذاتها، فيما كان رجل وزوجته قد توفيا صدماً قبل سنوات قليلة عند مدخل الصرفند الجنوبي لناحية خيزران. ولأن الذاكرة ممتلئة بعشرات الحوادث التي وقعت على الطريق الدولية التي تمر في الصرفند، متسببة بوفاة أشخاص وأضرار مادية في الممتلكات الواقعة على الجانبين، وافق اتحاد بلديات ساحل الزهراني على وضع المطبات، واستعان بمتعهد لرصف الإسفلت كمرحلة أولى قبل أن تقوم شركة متخصصة بتصميمها وتحديد ارتفاعها وعرضها وتزويدها بالإشارات الضوئية الليلية. وعندما لاح «كميون الزفت» في أفق الشارع، غنمه عدد من الأشخاص وأجبروا العمال على تفريغ حمولته حيث يريدون، من دون مراعاة التخطيط الذي وضعه الاتحاد لناحية شكل المطبات وتوزيعها على مفترقات محددة، وإبعادها عن بعضها بعضاً. هكذا أصبح هناك مطب أمام منزل عائلة الفتى المصدوم ومنازل مخاتير البلدة المقيمين على الشارع العام، وبعض المحظيين، كصاحب كاراج لتصليح السيارات. علماً بأن أربعة مطبات أخرى كانت قد وضعت بمبادرة «عشوائية» مماثلة قبل عامين، أمام منزل فتى قضى صدماً.
تمثّل هذه الطريق جزءاً من الطريق الدولية من صيدا إلى الناقورة، وبات كثيرون يفضلون تجنب سلوكها برغم أنها تضم عشرات المحال التجارية والمؤسسات والورش الصناعية والمقاهي البحرية والمطاعم والأفران. واستبدلوها بسوق العاقبية المجاور، الذي يفي جزئياً بالغرض. الأمر الذي أثار خلافات بين الأهالي، حيث اعترض بعض أصحاب المحال لدى البلدية وطالبوا بإزالتها، لكن الضرر الذي لا يعوض، هو الاستشفاء، إذ تمثل الصرفند مركزاً صحياً في المنطقة، حيث تنتشر عشرات عيادات الأطباء والمختبرات و... مستشفيين معتمدين. إدارة مستشفى خروبي، أبلغت احتجاجها على المطبات الكثيرة التي تعيق سير سيارات الإسعاف، وتؤثر في صحة المرضى في طريقهم أو لدى خروجهم من المستشفى. أبرز المعترضين، النساء الحوامل اللواتي يقصدن العيادات النسائية.
مصدر في اتحاد البلديات رفض التعليق على ظروف وضع المطبات، مؤكداً أن رئاسة الاتحاد رفضت توقيع تسلم المشروع من المتعهد، لأنه لم ينفذ كما نصت الخطة التي رصدت لها الأموال. حالياً، عاود الاتحاد الاتصال بالشركة المتخصصة في تصميم المطبات بهدف إزالة غير اللازم منها، وهندسة اللازم وفق المواصفات العالمية.