سين ـ سين 14 آذار: «معراب تموت بغيظها»
أغلب الظنّ أن الإرباك الذي سبّبه النائب ميشال عون، بعد الاتفاق على تشكيل حكومة جامعة، ما أدى إلى تجميدها، أراح فريق 14 آذار، وخفّف من حدّة الانفعال بين مكوناته، ولا سيما النائب سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. لكن الواقع أن الخلافات داخل هذا الفريق مفتوحة الأجل ولا حلول قريبة لها. ثمّة من ينفخ في نارها، من دون أن يدري ربما.
إنه «فتى الكتائب» سامي الجميّل، الذي يُحاول أن يكون الطرف الآذاري الأكثر قرباً من زعيم تيار المستقبل، في الفترة الأخيرة. هذا التقارب الذي يتعاطى معه الحريري بإيجابية مفرطة أكثر ما يُطبق على صدر الحكيم، الذي استمتع بضع سنوات بخيرات تيار المستقبل سياسياً وشعبياً.
اعتقد جعجع أن إصراره على موقفه من موضوع المشاركة في الحكومة سينتهي إلى انتصاره. باعتراف قواتيين، هدف جعجع من تطرفه هذا، إلى أمرين: الأول طبعاً «إظهار نفسه، بصفته الزعيم الوحيد الذي لا يساوم»، والثاني «اختبار مكانته لدى تيار المستقبل». كان يُريد أن يثبت أمام الجميع أن لا حكومة ولا غيرها قادرة على تدمير الحصن الذي يحيط بعلاقة الطرفين؛ «فما يجمع الحريري بجعجع منذ عام 2005، أكبر من هذه التفاصيل». انشغل القواتي الأول في البحث عن سبل لتحقيق أهدافه، فيما كان الجميّل الابن يقطف في مكان آخر. من راقب تصريحات الأخير منذ إعلان قرب ولادة الحكومة، والاتفاقات التي تحاك خلف الكواليس، أدرك أن سياسة جديدة يخوضها الجميّل باتجاه حليفه اللدود الحريري. أراد الانفتاح عليه، فأخلّ بالوعد الذي قطعه سرّاً في معراب، بمقاطعة حكومة يشارك فيها حزب الله، ثم عاد وأعلن دعمه لمواقف الحريري من تشكيل حكومة سياسية جامعة. حتى إن بعض من رأوا الرجلين في لاهاي، لمسوا ترجمة عملية لمواقف الجميّل، من خلال طريقة تعامل أحدهما مع الآخر، إلى حدّ التعليق أن «الصدامات الأخيرة في مواقفهما باتت في حكم الملغاة»، وأن «لغة الغزل المتبادل تُنبئ بتأسيس علاقة جديدة بين حزب الكتائب وتيار المستقبل». يتحدّث الكتائبيون عن هذا التطوّر الحاصل وكأنه طبيعي. «فتيار المستقبل وحزب الكتائب مكونان أساسيان في فريق 14 آذار منذ انطلاقة ثورة الأرز، وإن شابت علاقتهما بعض الاختلافات التي تكاد تكون أكثر من عادية في أي فريق». لا يودّ هؤلاء مخاطبة المستغربين من هذا التقارب بلغة الوطنية التي تفرض هذا التقارب، ولا منطق المصالح الذي لمّ شمل الآذاريين بعد طول غياب. لا يزعمون أنه اتُّفق على كل شيء، ولا يقولون إن الخلافات جرى تذويبها (كالافتراق على خلفية اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي والموقف من تأليف الحكومة). يبسّطون الأمر باعتباره «مجرد التقاء في وجهات النظر في ما يتعلّق بعدد من الملفات على الساحة اللبنانية».
لكن هل تنظر معراب إلى هذا التقارب من المنطلق ذاته الذي يتحدث به مقربون من الجميّل؟ العاملون على خط العلاقة بين قريطم ومعراب، سراً وعلناً، انزعجوا ممّا وصفوه بـ«استغلال سامي للخلاف الذي ظهر بين جعجع والحريري على خلفية تخطّي الأخير لحليفه في موضوع الحكومة، وكأنه غير موجود». هنا تكثر الأحاديث بين جعجع ومستشاريه. يزداد الموقف عندهم ضبابية، فلا يجدون أمامهم سوى نسج الاتهامات ضد الجميّل. بحسب قواتيين، «يركّز الرجل على محاربة جعجع في السياسة، من خلال ترتيب أموره مع الحريري في ظلّ لحظات عاصفة، في وقت لا يستطيع فيه أن يغلب القوات في الشارع المسيحي». ما يريده وارث بكفيا تحديداً «كسب الأصوات السنية لمصلحته في ملف الانتخابات النيابية»، ومن ثم «الحصول على الأولوية في موضوع الانتخابات الرئاسية لمصلحة المرشحين من آل الجميّل»، بعدما «بدأت آثار التنافس بين المرشحين المسيحيين في فريق الرابع عشر من آذار».
ينبغي الاعتراف بأنّ النائب الشاب ينجح في ما فشل فيه قائد القوات اللبنانية. لعلّ ذلك ما يفسّر الغضب الذي تشعر به معراب من إساءة يُلحقها به أحدهم. فكلام القواتيين يؤكّد أن «معراب تموت بغيظها» من تقارب الـ«سين ـــ سين» كما تقول مصادر القوات، عندما تأتي على ذكر أسمائهما، فترى أن كل ما يصدر على لسان الجميّل يصبّ في نهاية المطاف في دائرة «التنازلات التي يقدّمها عادة، ساعياً إلى الحصول على منافع سلطوية».
إنه «فتى الكتائب» سامي الجميّل، الذي يُحاول أن يكون الطرف الآذاري الأكثر قرباً من زعيم تيار المستقبل، في الفترة الأخيرة. هذا التقارب الذي يتعاطى معه الحريري بإيجابية مفرطة أكثر ما يُطبق على صدر الحكيم، الذي استمتع بضع سنوات بخيرات تيار المستقبل سياسياً وشعبياً.
اعتقد جعجع أن إصراره على موقفه من موضوع المشاركة في الحكومة سينتهي إلى انتصاره. باعتراف قواتيين، هدف جعجع من تطرفه هذا، إلى أمرين: الأول طبعاً «إظهار نفسه، بصفته الزعيم الوحيد الذي لا يساوم»، والثاني «اختبار مكانته لدى تيار المستقبل». كان يُريد أن يثبت أمام الجميع أن لا حكومة ولا غيرها قادرة على تدمير الحصن الذي يحيط بعلاقة الطرفين؛ «فما يجمع الحريري بجعجع منذ عام 2005، أكبر من هذه التفاصيل». انشغل القواتي الأول في البحث عن سبل لتحقيق أهدافه، فيما كان الجميّل الابن يقطف في مكان آخر. من راقب تصريحات الأخير منذ إعلان قرب ولادة الحكومة، والاتفاقات التي تحاك خلف الكواليس، أدرك أن سياسة جديدة يخوضها الجميّل باتجاه حليفه اللدود الحريري. أراد الانفتاح عليه، فأخلّ بالوعد الذي قطعه سرّاً في معراب، بمقاطعة حكومة يشارك فيها حزب الله، ثم عاد وأعلن دعمه لمواقف الحريري من تشكيل حكومة سياسية جامعة. حتى إن بعض من رأوا الرجلين في لاهاي، لمسوا ترجمة عملية لمواقف الجميّل، من خلال طريقة تعامل أحدهما مع الآخر، إلى حدّ التعليق أن «الصدامات الأخيرة في مواقفهما باتت في حكم الملغاة»، وأن «لغة الغزل المتبادل تُنبئ بتأسيس علاقة جديدة بين حزب الكتائب وتيار المستقبل». يتحدّث الكتائبيون عن هذا التطوّر الحاصل وكأنه طبيعي. «فتيار المستقبل وحزب الكتائب مكونان أساسيان في فريق 14 آذار منذ انطلاقة ثورة الأرز، وإن شابت علاقتهما بعض الاختلافات التي تكاد تكون أكثر من عادية في أي فريق». لا يودّ هؤلاء مخاطبة المستغربين من هذا التقارب بلغة الوطنية التي تفرض هذا التقارب، ولا منطق المصالح الذي لمّ شمل الآذاريين بعد طول غياب. لا يزعمون أنه اتُّفق على كل شيء، ولا يقولون إن الخلافات جرى تذويبها (كالافتراق على خلفية اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي والموقف من تأليف الحكومة). يبسّطون الأمر باعتباره «مجرد التقاء في وجهات النظر في ما يتعلّق بعدد من الملفات على الساحة اللبنانية».
لكن هل تنظر معراب إلى هذا التقارب من المنطلق ذاته الذي يتحدث به مقربون من الجميّل؟ العاملون على خط العلاقة بين قريطم ومعراب، سراً وعلناً، انزعجوا ممّا وصفوه بـ«استغلال سامي للخلاف الذي ظهر بين جعجع والحريري على خلفية تخطّي الأخير لحليفه في موضوع الحكومة، وكأنه غير موجود». هنا تكثر الأحاديث بين جعجع ومستشاريه. يزداد الموقف عندهم ضبابية، فلا يجدون أمامهم سوى نسج الاتهامات ضد الجميّل. بحسب قواتيين، «يركّز الرجل على محاربة جعجع في السياسة، من خلال ترتيب أموره مع الحريري في ظلّ لحظات عاصفة، في وقت لا يستطيع فيه أن يغلب القوات في الشارع المسيحي». ما يريده وارث بكفيا تحديداً «كسب الأصوات السنية لمصلحته في ملف الانتخابات النيابية»، ومن ثم «الحصول على الأولوية في موضوع الانتخابات الرئاسية لمصلحة المرشحين من آل الجميّل»، بعدما «بدأت آثار التنافس بين المرشحين المسيحيين في فريق الرابع عشر من آذار».
ينبغي الاعتراف بأنّ النائب الشاب ينجح في ما فشل فيه قائد القوات اللبنانية. لعلّ ذلك ما يفسّر الغضب الذي تشعر به معراب من إساءة يُلحقها به أحدهم. فكلام القواتيين يؤكّد أن «معراب تموت بغيظها» من تقارب الـ«سين ـــ سين» كما تقول مصادر القوات، عندما تأتي على ذكر أسمائهما، فترى أن كل ما يصدر على لسان الجميّل يصبّ في نهاية المطاف في دائرة «التنازلات التي يقدّمها عادة، ساعياً إلى الحصول على منافع سلطوية».