صنعاء | تسعى كل من الولايات المتحدة ومصر والإمارات إلى إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون الواقعة في باب المندب، وذلك في وقت تواصل فيه البارجة الأميركية «يو اس اس كول» الإبحار بالقرب من الساحل نفسه، في تحرك رأى فيه مجلس النواب اليمني «انتهاكاً سافراً للسيادة اليمنية وتدخلاً في الشؤون الداخلية».
الرفض البارز لهذه الخطوة دولياً أتى من الصين، التي أكد المتحدث باسمها جنغ شوانغ، أن إنشاء هذه القاعدة «يعرض أمن المياه الدولية للخطر ويتعارض مع مصالح الحكومة الصينية ودول الاتحاد الأوروبي»، وقال إنه «يتعارض مع القوانين الدولية بسبب عدم وجود حكومة مستقرة في اليمن».
في خطّ موازٍ، رحّب رئيس «اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، بالموقف الصيني «الرافض لانتهاك السيادة اليمنية»، مشيراً إلى أن قرار «تحالف العدوان ببناء قاعدة في ميون يعكس حقيقة عدوانهم المبني على السيطرة والترهيب».
وضمن المعركة الدائرة على الساحل الغربي للبلاد، استعاد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» زمام المبادرة وتحديداً في محافظة تعز. وبرغم الفارق الكبير في الإمكانات العسكرية لمصلحة القوات الموالية للعدوان، زادت وتيرة المواجهات بين الطرفين شرق مدينة المخا (75 كلم عن باب المندب) باتجاه الطريق الرابط بين المدينة والمضيق.
وبعد انكسارات محدودة، تمكن الجيش و«اللجان» من دحر قوات العدوان عن عدد من المواقع العسكرية الواقعة شمال المخا، وتمكن من استعادة عدد من المرتفعات شرق المدينة بعملية عسكرية مفاجئة.
في هذا السياق، يقول مصدر عسكري إنه جرى «دحر القوات المعادية من جبل الخزان وتأمين عدد من المواقع شرق المخا... تمكنا من السيطرة النارية على خط الإمدادات الرئيسي الرابط بين منطفة الجديد ومدينة المخا، بالتزامن مع هجمات نوعية على آليات المجاميع في مناطق الجديد وذوباب»، وذلك رغم كثافة الغارات الجوية التي استهدفت الخزان في خلال الأيام الماضية.
كذلك، يواصل طيران العدوان سياسة الأرض المحروقة، التي ينفذها منذ قرابة شهر، على مديرية المخا. فعلى مدى اليومين الماضيين، شن عشرات الغارات على جبل النار والمواقع القريبة منه، وجدد استهداف منطقتي العمري وحوزة في ذوباب.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن طيران العدوان شن أكثر من ثلاثين غارة على معسكر خالد بن الوليد وحده في مديرية موزع الواقع في تعز.
في سياق آخر، ارتكب طيران العدوان السعودي مجزرتين تجاوز عدد ضحاياهما العشرين بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء. ووقعت المجزرة الأولى مساء أمس في منطقة البركة في مدينة صعدة مستهدفة منزل مواطن بغارة مباشرة أدت إلى تدمير كامل المنزل الآهل بالسكان، فيما وقعت الثانية في مديرية حيران في محافظة حجة الحدودية، وجميع ضحاياها نساء وأطفال.
عقب جريمة حي البركة، عاودت المقاتلات السعودية استهداف الحي السكني بقنبلتين عنقوديتين. ووفق شهود عيان من سكان الحي، انفجر عدد قليل من العنقوديات الانشطارية، فيما تناثر الجزء الأكبر في أرجاء الحي السكني.
يشار إلى أنه قبل شهر من هذه الغارة العنقودية، كان الطيران قد شن غارات مستخدماً قنابل عنقودية وانشطارية على حي رحبان – إحدى مدن صعدة القديمة – وهو حي يقطنه آلاف السكان معظمهم نازحون من مديريات حدودية.
وتأتي هذه الجرائم بعد ساعات قليلة من زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، إلى اليمن للاطلاع على الأوضاع التي خلفها الحرب والحصار.